مقالة في الأدب العربي *تطور فن المسرحية*
تـــطور فــــن المسرحية
تعريف المسرحية : هي فن أدبي يقوم على الحوار يعالج قضية إنسانية من خلال
جملة من الأحداث المترابطة المتصلة بشخصيات إنسانية وتجري في إطار بيئة
زمانية ومكانية معينة .أنواع المسرحية : مأساة ( تراجيديا) : تعالج موضوعا
جادا وتنتهي نهاية مأساوي ملهاة ( كوميديا) : تعالج موضوعا هزليا وتنتهي
نهاية سعيدة
أوبرا: مسرحية مغناةتطور فن المسرحية في الأدب العربي القديم :لم يعرف
العرب فن المسرحية قديما وانما عرفوا أشكالابسيطة (بدائية ) من التشخيص
المسرحي أبرزها ما عرف بخيال الظل الذي شاع في مصر خلال القرن الثالث عشر
على يد ابن دانيال . وقد منعت عوامل مختلفة من ظهور المسرح في الادب
العربي القديم يمكن إجمالها في :
عامل حضاري : يتمثل في تأخر ظهور الاستقرارفي الحياةالاجتماعية
والمدنيةللعرب حيث أن المسرح لا ينمو الا في طل حياة اجتماعية مستقرة و
معقدة عامل عقائدي : يتجلىفي امتناع العرب المسلمين عن ترجمة المسرح
اليوناني لتعارض مضمونه الوثني مع العقيدة الإسلام عامـــل أدبي :يتجلى في
الطابع الغنائي الوجدامي للشعر العربي القديم وكذا احساس العرب بالتفوق
الأدبي الذي جعلهم يعتقدون أن الشعر والبلاغة فضيلتهم وحدهم في الأدب
العربي الحديث :وهكذا فقد كان ميلاد المسرح العربي سنة 1847 بتأثير الآداب
الغربية على يد الأديب اللبناني مارون النقاش الذي ترجم مسرحية (البخيل)
لموليير ثم مسرحية (السليط الحسود) سنة 1851 والمقتبسة من ملهاة الأمير
الغيور لموليير أيضا ثم سار على نهجه رواد آخرون أمثال أبي خليل القباني
والقرداحي ، يعقوب صنوع ، سلامة حجازي وخلال الربع الأخير من القرن التاسع
عشر قدمت الى مصر مجموعة تمثيل سورية من بين أعضائها سليم النقاش يوسف
الخياط وقدمت منذ سنة 1876 أعمالا مسرحية مترجمة منها
أندروماك) لراسين و(هوراس) لكورناي و(زنوبيا) لدومينياك وفي هذه الاثناء
ألف خليل اليازجي مسرحية شعرية سماها(المروءة والوفاء )وقد تميزت الأعمال
المسرحية في مرحلة الترجمة والاقتباس بجملة من الخصائص : الاعتماد على
المسرح الفرنسي الكلاسيكي ثم الرومنسي وبدرجة أقل المسرح الانجليزي-
الترجمة إلى الشعر والنثر-مراعاة الذوق الشرقي بالحروج عن الأصل- الجمع
بين الغناء والتمثيل والرقص -استلهام التراث الشعبي في بعض الموضوعات حيث
ألف مارون النقاش مسرحية أبو الحسن المغفل مأخودة عن الف ليلة وليلة -
اعتماد العامية إلى جانب الفصحى الجمع بين الجد والسخرية .ثم أعقبت مرحلة
الترجمة مرحلة الابداع المستقل بظهور السرحية العربية على يد أحمد شوقي
سنة 1927 حيث ألف مجموعة مسرحيات شعرية منها : مصرع كليوباترا-مجنون
ليلى-عنتره-على بك الكبير ولقد كان لنجاح مسرحيات شوقي وظهور دور المسرح
والفرق المسرحية ألأثر الحاسم في تطور المسرح العربي الحديث والإتجاه نحو
الإبداع فيه ففي المسرحية الشعرية ألف عزيز أباضة : قيس ولبنى،العباسة أخت
الرشيد ،غروب الأندلس وكتب عبد الرحمن الشرقاوي:مأساة جميلة ،الحسين شهيدا
،وطني عكا أما في المسرحية النثرية فقد كتب محمود تيمور :صقرقريش ،حواء
الخالدة ،حفلة شاي
وكان توفيق الحكيم أكبر كاتب مسرحي عربي من خلال أعماله الرائدة التي من
أبرزها : الملك أوديب أهل الكهف ،بجماليون ،سليمان الحكيم ،أغنية الموت
... وتميزت أغلب أعماله بطابعها الذهني الرمزي. خصـائص المسرحية :تشترك
المسرحية مع القصة في العناصر التالية :الموضوع-الحدث –الشخصيات –البيئة
–الحبكة.وتنفرد بالحوار الذي يمثل أداتها الوحيدة‘به يرسم المؤلف الشخصيات
ويعرض الأحداث من خلاله ولكي يكون ناجحا فنيا ينبغي أن يتوفر على الشروط
التالية -السهولة ليتم فهمه لجميع الناس. -مطابقته للشخصية -حياده فلا
تطغى شخصية المؤلف عليه .-التوافر على إيقاع موسيقي مناسب .-ارتفاعه من
حيث قوة الأداء والعمق عن الأحاديث العادية .-حسن تسلسله وجودة ابتدائه
واختتامه.-الصراع: ويمثل المظهر المعنوي للمسرحية ويتخذ أشكالا مختلفة كأن
يكون صراعا بين الخير والشر أو بين الحق والباطل وينقسم إلى نوعين :-صراع
داخلي بين الشخصية وذاتها – صراع خارجي بين الشخصية وظروفها أو بيئتها
وبين الشخصيات الأخرى.