امتحان البكالوريا ليس غولا
رغم القلق والخوف.. الحل في الاستعداد الجيد
مع بداية فترة الامتحانات، تبدأ حالة من القلق تدب في قلوب الطلاب وذويهم، وتتميز هذه الفترة بالخوف الشديد والتوقع بحدوث أشياء أو نتائج غير مرضية.
القلق الذي يعتري بعض الطلاب قبيل بدء الامتحانات، لا يعدو كونه حالة انفعالية تصيب الممتحن، وتكون مصحوبة بالتوتر وحدّة الانفعال والانشغالات العقلية، ما يؤثـر ذلك سلبا على إمكان التركيز، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك أمرا طبيعيا مطلوبا لتحقيق دفعة نحو العمل والإنجاز المثمر.
يقول الأخصائي النفساني خالد كداد: ''الخوف هو رد فعل طبيعي، يقوم به الجسم عند وجود أي خطر ما. ولكن، إذا زاد عن حده، يسمى بالتوتر أو القلق، وربما وصل إلى مرحلة الانهيار''.
ومن أهم أسباب الخوف، يضيف كداد، ما هو شخصي، حيث يكون الطالب حساسا جدا، إذ يصعب عليه تحمل الضغوطات الشديدة، وهذه حالات نادرة. وهناك أسباب خاصة بالمدرسة، وهي كون هذه الأخيرة تجعل الامتحانات تجربة فيها الكثير من التحديات والصعوبات، غير المفهومة، للطالب، وتعتمد على الامتحان بشكل كلي لتحديد مستواه، من غير وجود تقييم شفوي له، الأمر الذي يضع الطالب في جو فيه الكثير من الرهبة والخوف والتوتر. والنوع ثالث من الأسباب يخص العائلة، وهي الضغط الشديد على الابن أو الابنة أثناء فترة الامتحان، والوعيد بأن الفشل في الامتحانات يتبعه عقوبة وتوبيخ شديدين، وأيضا عدم متابعة الطالب لدروسه طوال السنة، وترك كمية كبيرة من المعلومات إلى الأيام الأخيرة قبل الامتحان، إضافة إلى أمر مهم جداً، وهو مقارنة الطالب بإخوانه المتفوقين والتقليل من شأنه. وخلال هذه الفترة، يعاني التلاميذ من أعراض فيزيائية، مثل الصداع الشديد والغثيان والدوخة والشعور بالحرارة والتعرق المستمر، وأحيانا بالإغماء. وبعضهم يعاني من أعراض أكثـر شدة، مثل اضطرابات نفسية تصاحب الفيزيائية، كاضطراب نفسي شديد متمثل في نوبات البكاء العالية دون سبب، والشعور بالهيجان وعدم الاستقرار والتركيز، والتوتر الشديد.
ولحل هذه الوضعية، ينصح كداد الطالب أو الطالبة بالاستعداد الجيد للامتحانات، عن طريق الدراسة المسبقة الجيدة المنتظمة طوال أيام السنة الدراسية، وعدم تأجيلها إلى الأيام الأخيرة قبل الامتحانات. وعلى الطالب أن يضع نفسه في امتحانات متكررة يجريها على نفسه في المنزل، مثل أن يحاول حل الكثير من أسئلة الامتحانات السابقة في وقت محدد، حتى يتعوّد على جو الامتحانات ويصبح مهيئا لها قبل الامتحان النهائي، وضرورة تأمين حياة صحية أو نمط صحي جيد، خاصة في فترة الامتحان، كالحصول على ساعات نوم كافية والتغذية الجيدة الصحية، عن طريق وجبات الطعام المتوازنة والصحية، ومراعاة ضرورة ترك ساعة يومياً لممارسة رياضة يفضلها الطالب، كالمشي أو الجري أو السباحة، وأيضاً ترك وقت للترفيه عن نفسه، سواء مع الأصدقاء أو العائلة، حيث لا يتعارض مع ساعات الدراسة والمراجعة.