نصيحة الى من جاءها خاطب
نصيحة الى من جاءها خاطب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلااللهوحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) . ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقواالله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم ، أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أما بعد .
إن الزواج نعمةٌ عظيمة منّ الله بها على عباده ذكورهم وإناثهم أحله لهم بل أمرهم به ورغّبهم فيه فقال تعالى (فَانْكِحُوامَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْخِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) (النساء: من الآية3) وقال الله تعالى) (وَأَنْكِحُواالْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْإِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُوَاسِعٌ عَلِيمٌ) (النور:32) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)
وكما رغبنا عليه الصلاة والسلام في النكاح ، فقد بين لنا وحثنا على حسن إختيار الشريك سواءٌ للرجل أو للمرأة
فقال : ( تنكح المرأة لأربع ، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فأضفر بثات الدين تربت يداك ) أخرجه البخاري ومسلم وقال كذلك في الحيث المنقول عن أبي هريرة رضي الله عنه ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ومن هذا الحديث الاخير نوجه نصيحتنا الى كل فتات مسلمة تقرب اليها خاطب أو أكثر ولم تعرف كيف تختار منهم زوجا لها
ففي الحديث يأمرنا عليه الصلاة والسلام أن نختار من له دين وخلق لأنَّ صاحب الدِّين والخلُق لا تَفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكها بمعروف ، وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان ، ثمَّ إنَّ صاحب الدِّين والخلُق يكون مباركاً عليها وعلى ذريتها ، تتعلم منه الأخلاق والدين ، يعينها على التقرب من الله عز وجل بفعل الطاعات وترك المنهيات فإن رأى منها تهاون نصحها وذكرها في جزاء العمل وبما عند الله من ثواب ، وإن كان عكس ذلك فربما نهاها عن فعل الطاعات من صوم وصلاة وصدقة وبر وإحسان للغير وربما حتى ينهاها عن لبس الحجاب الشرعي الذي هو سترا لها
فلا تغفلي ايتها الاخت عن هذا وإعلمي أن هذا الزوج كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فأين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك) فان كان تقيا يشد بيدك الى الجنة وأن كان فاجرا فاسقا يشد بيدك الى النار
وإن كان يخاف الله يحافظ على حقوقك بكاملها ويرعاك حق الرعاية فيكون لك زوجا وأبا وأخا فإذا أحبك أكرمك وإذا كره منك شيأً لا يبغضك
فقد سأل رجل حسن البصري رحمه الله:إن لي بنتا وإنها تُخطب ،فممن أزوجها ؟ فقالزوجها ممن يتقي الله فان أحبها أكرمها وان ابغضها لميظلمها
هاته هي أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلُق والدين ، أمَّا المال والنسب والجاه فهذه أمور ثانوية ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبو نعيم قال حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال قال بن عباس : (ما تعدون الكرم قد بين الله الكرم فأكرمكم عند الله أتقاكم ما تعدون الحسب أفضلكم حسبا أحسنكم خلقا ) فقد بين عليه الصلاة والسلام أن الحسب هو حسن الخلق
فلا تغتري بشيء من متاع الدنيا من مال ومنصب وسمعة
فكم من صاحب مال لم يوفق في إسعاد زوجته وكم من فقير جعل زوجته تحس معه أنها أغنى الناس