سيحلّ الشهر الفضيل علينا ضيفا، وكعادته في الكرم، ستكون الموائد والمساجد والقلوب والمجالس عامرة، فماذا أعددنا للضيف يا ترى؟
إن أول ما يجب إعداده هي القلوب، لأنها موطن النوايا، فينبغي أن نصفي قلوبنا قبل أي شيء في الدنيا، وأن نعفو ونسامح كل إنسان قصّر في حقنا أو أساء إلينا، فقد ثبت علميا وطبيا أن للتسامح آثاره الإيجابية في الصحة العامة للإنسان، فمن خلال الدراسات، تبين أن الأشخاص المتسامحين أفضل صحة من العدوانيين، لأن التسامح يذهب من القلب والأعصاب الشحنات الضارة، ويعيد النبض والضغط إلى وضعه الطبيعي، ويشيع في النفس الشعور بالرضا، ويقلل من الاكتئاب والتوتر النفسي، ويخلص الإنسان من الأضرار التي تصاحب موجات الغضب العارمة والرغبة في الانتقام من زيادة في معدلات الأدرينالين في الدم وتشنجات في العضلات، والتي من جملتها عضلة القلب.
لهذا علينا أن نستغل هذا الشهر الفضيل لنتعلم فضيلة التسامح، ونجرّب الشعور الجميل بالعفو عن المسيئين، خاصة إذا كانوا من ذوي القربى أو الأصدقاء أو الجيران، فنكسب الأجر ونجبر الكسور التي تصيب علاقاتنا الاجتماعية وتدمرها.