السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في السنة الأولى بكلية الطب، ولطالما حلمت بأن أدرس الطب، وأصبح طبيبة، وأتعلم هذا العلم الشريف، وأساعد الناس، وأجعل أمي فخورة بي، وأبتغي بدراستي وعملي رضا الله.
لكنني لاحظت في بداية دراستي أنني أصبت بخمول شديد جداً يمنعني عن الدراسة، حاولت مقاومته كثيراً، لكنه بدأ يؤثر على دراستي، وأصبحت أصاب به في المنزل، وأنام لساعات طويلة جداً، ولا أستطيع تخصيص وقت جيد للاستذكار.
وضعت منبهاً، وأخبرت أمي أن توقظني في وقت محدد، ولكنني عند الاستيقاظ أشعر بتعب شديد، مع أنني أكون قد نمت ساعات كافية، وإذا استيقظت أشعر بضيق شديد يمنعني من الرغبة في الاستذكار والاستيقاظ، فأكمل نومي متجاهلة دراستي.
حاولت عدة مرات مقاومة هذا الشعور، لكنني لم أستطع أن أتخلص منه، فأصبحت أشعر بضيق وحزن شديد؛ لأنني أريد أن أدرس وأنجز، ولكن لا أستطيع إطلاقاً، فأرجو منكم مساعدتي لحل مشكلتي، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ابنتنا العزيزة:
أولاً: نقول لك الحمد لله أنك وصلت هذه المرحلة من التعليم التي يحلم بها كثير من الشباب دون سنك، والحمد لله على التفوق الذي مكنك من الدراسة في الكلية التي ترضي طموحك وتحقق رغبتك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك، ونذكرك أن النعم تدوم وتزيد بالشكر.
ثانياً: ما تمرين به ربما يكون نوعاً من اضطراب المزاج البسيط، منعك من تأدية وظائفك بصورة جيدة، ونتمنى أن تكون تلك الأعراض عابرة، وترجعين بعدها إلى نشاطك الطبيعي، والأفضل التأكد من عدم وجود أي خلل أو نقص في الهرمونات الجسمية قبل كل شيء.
ثالثاً: إن انتقال الشخص من مرحلة إلى مرحلة عملية تصحبها كثير من التغيرات، وذلك لاختلاف المرحلتين في العديد من الأشياء، والمطلوب هو إيجاد طرق للتعايش والتأقلم مع المرحلة الجديدة، فإن كان لديك صديقات عزيزات في المرحلة السابقة، فابحثي عمن يملأ هذا الفراغ في المرحلة الحالية، وإيجاد صديقات لهن من الصفات والسمات ما كان لدى السابقات، وإن كنت متوافقة مع أسلوب الدراسة ونظم و قوانين المرحلة السابقة، فابحثي عن طرق للتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية، وإن كانت لديك طرق معينة في تحمل المسئولية في المرحلة السابقة، فابحثي عما يزود قدراتك لتحمل المسئولية في المرحلة الحالية وهكذا.
رابعاً: نرشدك بوضع خطتك الدراسية، وحاولي تنفيذها، واستعيني بالله ولا تعجزي، واعملي بالأسباب وتوكلي على الله.
خامساً: حاولي تغيير أسلوب أو نمط الحياة، أو الروتين الذي تعيشينه؛ بإدخال متغيرات جديدة في حياتك تشمل تقوية العلاقة مع المولى عزَوجلَ، وعلاقاتك الاجتماعية مع أفراد أسرتك وصديقاتك وزميلات الدراسة.
سادساً: للتغلب على عقبات المذاكرة وزيادة الدافعية يمكنك اتباع الآتي:
- داومي على الصلوات الخمسة في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح، لكي تنعمي بالبركة في وقتك، وأكثري من الاستغفار.
- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم، لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.
- خصصي لك مكانا معينا للمذاكرة، يكون جيد الإضاءة والتهوية، والجلوس على كرسي مريح ومنضدة مناسبة، وغيري هذا المكان من وقت لآخر.
- ابدئي بمذاكرة المواد التي تحبينها، والأسهل ثم الأصعب فالأصعب.
- حددي أوقاتا للترفيه والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي، ولفترات قصيرة.
- قللي من الوجبات الدسمة التي ترهق المعدة، وتساعد على الكسل والنوم.
- حددي أوقاتاً للراحة والنوم، والتزمي بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.
- قومي بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيمي مدى التزامك به يومياً، مثلاً إذا التزمت به تماماً أعطي نفسك 10/10،وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح عمل كل يوم، وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم، لكي تقومي بتعديل أو إصلاح خطتك.
وفقك الله تعالى، وسدد خطاك.