صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تهدد بنشر 520 فيديو لأعراس جزائرية

صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تهدد بنشر 520 فيديو لأعراس جزائرية

مع تصاعد موجة تسريب فيديوهات وصور الأعراس ونشرها على الانترنت، بدأت أشهر الصفحات الجزائرية على "فيس بوك" في توجيه التحذيرات إلى المقبلات على الأعراس في هذا الصيف حتى لا يقعن ضحية فتيات ونساء احترفن تصوير النساء خلسة ونشر صورهن على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يعرضهن لمشاكل اجتماعية تصل في كثير من الأحيان إلى الطلاق والتضييق على الضحية بطريقة تفقد معها جزء كبيرا من حريتها.

هي ظاهرة جديدة بدأ دخانها يتصاعد في المجتمع الجزائري منذ أن أصبحت الانترنت والهواتف الذكية متاحة لفئة من الناس تشتهي الفضائح وتستلذ بإشعال الحرائق في البيوت الآمنة.

ورغم أن الكثير من العائلات تنبهت إلى هذا الخطر الذي يحيق بسمعتها، وصارت تمنع التصوير في أعراسها، إلا أن صور النساء والفتيات الغارقات في الرقص، لا تزال تصنع الحدث في الانترنت وتحقق أعلى نسب المشاهدة.

وفي محاولة لغلق الطريق على المتطفلين على الأعراس، وجهت إحدى الصفحات التي تتمتع بشعبية كبيرة على فيس بوك، تحذيرا للمقبلات على الأعراس، مشيرة فيه إلى ضرورة الانتباه إلى ما تقوم به بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر فيديوهات لأعراس جزائرية داخل البيوت وقاعات الحفلات، حيث يتم التقاط الصور من طرف مراهقات لسن مدعوات للعرس، ويقمن بنشرها على اليوتيوب أو بعض الصفحات المشبوهة، إحداها هددت بنشر 520 فيديو صور في أعراس أقيمت في نواحي مختلفة من الجزائر.

وربما يتم الأمر بحسن نية، حيث تقوم المدعوات بالتقاط صور للعرس بحكم القرابة أو الصداقة، ولكن يحدث أن تضيع شريحة الهاتف وتقع بين يدي أشخاص لا يخافون الله ويبحثون عن أي فرصة للاستمتاع بالفضائح التي تمس أعرض الناس، لذلك دعا القائمون على هذه الصفحة التي نشرت التحذير، إلى ضرورة منع جميع المدعوات من التصوير مهما كانت درجة قرابتهن.

وردا على هذا الموضوع، نبه أحد المتابعين للصفحة إلى أن تلك الفيديوهات التي نشرت على يوتيوب، التقطت من طرف أصحاب العرس أنفسهم أو حتى المدعوين الذين لم يقصدوا التشهير بالنساء، ولكن لأن بعض الهواتف الذكية تتوفر على تطبيق ينشر الفيديوهات على اليوتيوب بطريقة أوتوماتيكية في حال كان الهاتف موصولا بشبكة الانترنت، فقد تمكن أصحاب الصفحات المشبوهة على فيس بوك بإعادة نشرها وتهديد صاحباتها، منبها إلى ضرورة حذف الفيديوهات من الهواتف الذكية.

احتياطات مطلوبة

وحول هذا الموضوع، تقول أميرة إنها كانت مدعوة لعرس أحد أقاربها قبل أشهر قليلة، فقامت بتصوير لقطات من العرس للذكرى فقط، ففوجئت بأخت العريس تطلب منها بلطف أن تتوقف عن التصوير فورا مخافة انتشار صور النساء على الانترنت، وقد تفهمت أميرة الأمر سيما وأنها صارت على علم بما يجرى من تجاوزات في الأعراس.

ضرورة منع التصوير

وترى مريم أنه من حق أصحاب العرس أن يمنعوا التصوير، وعلى كل من ترغب أن تتحدث في الهاتف أن تخرج خارج القاعة وتتحدث، لأن الأخلاق الفاسدة سيطرت على مجتمعنا ما أوصلنا إلى هذا الحال السيئ الذي عصف بالكثير من الأسر الجزائرية التي أصبحت صور بناتها ونسائها تعرض في ورشات البناء على البنائين ومساعديهم الذين من المؤكد، كما تقول مريم، أن هذه الفيديوهات وصلتهم عن طريق إحدى المدعوات التي سلمتها لأحد الأشخاص الذي اتفقت معه مسبقا على هذه المهمة القذرة.

تجاوزات خطيرة

وتستنكر"ر.ل" التي أخدنا رأيها في الموضوع، التصوير في الأعراس لما فيه من تجاوزات خطيرة تمس بسمعة الأسرة الجزائرية، ولما فيه أيضا من تعدي على حدود الله، خاصة وأنه يتم تصوير النساء بدون حجاب وبكامل زينتهن، وتروي محدثتنا حادثة وقعت لإحدى السيدات التي قررت أن تقيم عرس ابنتها في بيت أهلها بحكم أنه واسع وهي تسكن في عمارة، واستغلت زوجة أخيها التي لم تكن معها على وفاق إقامة العرس في بيت حماها لتقوم بتصوير العرس من رقص وعري وتنشره بعد أيام على "فيس بوك"ولم ينتبه أحد في البداية إلى أن الشخص الذي نشر الفيديو هو فرد من العائلة بحكم أنها زوجة خال العروس، ولكنهم اكتشفوا فيما بعد فعلتها التي لم تنكرها ولم تبدي أي خوف من تبعاتها، ومع ذلك رفضت أسرة العروس تقديم شكوى ضدها اتقاء للمشاكل.

فساد الأخلاق

من المؤكد أن هذه التجاوزات التي تحدث في الأعراس، تكشف عن حدة الانحطاط الأخلاقي الذي وقع فيه مجتمعنا الذي استغل التكنولوجيا في ما يضر الناس ويسئ لسمعتهم، كما يكشف عن نوع من آخر من الانحراف يختبئ خلف جدران الأعراس التي صارت تستقبل فتيات يبالغن في العري ويرقصن وكأنهن في الديسكوهات، فمتى اختفت هذه المظاهر التي لا تمت للإسلام بصلة، لم يجد المتطفلون على الأعراس ما يستحق أن يكون فضيحة مدوية.