يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، ويقول سبحانه: {قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
الصّبر من الأخلاق الّتي حضّ عليها القرآن الكريم، وقد جاء في مواضع عدّة من كتاب الله تعالى، وذلك لأهميته في حياة الإنسان، حيث إنّ جميع الأخلاق ترتكز على الصّبر.
فالصّبر نقيض الجزع، وهو خُلقٌ فاضلٌ من أخلاق النّفس، يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل. وهو قوّةٌ من قوى النّفس الّتي بها صلاح شأنها وقوام أمرها. وهو من الأسس الأخلاقية الّتي يقوم عليها الخُلق الحسن، فالصّبر يحمل على الاحتمال، وكَظْم الغيظ، وكفّ الأذى، والحِلْم، والأناة، والرّفق، وترك الطيش والعجلة.
وَقَلَّ مَنْ جَدَّ فِي شَيْءٍ تَطَلَّبَهُ وَاسْتَشْعَرَ الصَّبْرَ إلَّا فَازَ بِالظَّفَرِ
أثنى الله عزّ وجلّ على أهل الصّبر فقال {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. كما أوجب سبحانه وتعالى للصّابرين محبّته فقال {وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}. وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه خير ما يعطاه العبد فقال “وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصّبر”.
- See more at: htt