يعالج بطريقة المقارنة .
إن مسألة المعرفة من البحوث الشائكة التي تطرق إليها الإنسان و أهتم بها منذ نزوله على وجه الأرض بدافع فضوله أو تطلعا تكشف المجاهيل فالإنسان يسلك عمليات مختلفة في البحث عن المعرفة حقيقة هذا الوجود فمنها الاستنتاج و الاستقراء فالأول هو عملية استخراج النتائج من المقدمات أما الثاني و هو الاستقراء فهو الحكم الكلي على جزئياته و في هذا الصدد يمكننا طرح تساؤلات عدة من وجه العلاقة و التي تربط بين الاستنتاج و الاستقراء ؟ أو بعبارة أجرى أدق ما الفرق الموجود بين الاستنتاج و الاستقراء ؟
إنه إذا ما نظرنا إلى موضوعي الاستقراء و الاستنتاج من باب الموضوعية و جدنا هنالك اختلافا بين كل منهما يتحلى في بعض النقاط و هي أن الاستقراء ينطلق من الملاحظة حالات جزيئه و يندرج نحو قوانينها العامة فمثلا النار حينما تحرق الطفل كل يوم عدة مرات و بالتالي تتكون لدى هذا الطفل معرفة عامة أن النار محرقة و هذا القياس المنطقي يوضح ذلك حينما نقول " الحديد يتمدد بفعل الحرارة و الحديد معدن إذن من كل المعادن
x تتمدد بفعل الحرارة أما الاستنتاج فهو حركة فكرية تنتقل فيها الباحث من الكل إلى الجزء و هذه المعادلة الرياضية توضح لنا ذلك من خلالها 1 - 8+
والحل هذه المعادلة وجب العمل بالبديهية القائلة بأن طرح كمية ثابت من طرفين متساويين لن يغير من تساويهما و ذلك وفق الحال الأتي و هي نتيجة جديدة فالاستقراء يقوم باستخراج القوانين و ذلك باستنتاجها من الوقائع أما الاستنتاج يقوم على x-2 و منه X+-810=x8-10-8-8+ أنتقل الفكر من المبادئ إلى نتائجها بصورة عقلية بحتة و من جهة أجرى فالاستقراء قائم بالعلوم المادية التجريبية أي الواقع المادي المعاش أما الاستنتاج فهو خاص بالعلوم التجريدية البحتة و كذلك فالاستقراء حركة تصاعدية من الأسفل إلى الأعلى أما الاستنتاج فهو حركة تنازلية من الأعلى إلى الأسفل .
إنه إذا ما ذهبنا إلى إبراز نقاط التشابه بين الاستقراء و الاستنتاج و جدنا هناك نوعا من التقارب و الالتقاء في جملة من النقاط تجلى في إن كلا من الاستقراء و الاستنتاج نشأ في حاجة حتمية الإنسان إلى البحث و الكشف عن أسرار المحيط الذي يعيش فيه وباعتبارهما مصدر للمعرفة الإنسانية منذ ولادة الإنسان على وجه الأرض و يشتركان في تقديم حقائق نسبية لا مطلقة و كلاهما يبذل نشاط فكريا قصد الوصول إلى هدف معين و هو معرفة ودعي هذا الكون و كذلك أنهما منهجان يهدفان إلى بلوغ اليقين و الوقوف على النتيجة و كلاهما مجرد فكرة معرفية متدرجة من حالة إلى حالة أجرى و كلاهما يبحث عن الحقيقة .
إن طبيعة العلاقة بين الاستقراء و الاستنتاج هي علاقة متكاملة و مترابطة و منسجمة بحيث أن عملية الفصل بينهما صعبة جدا و خاصة في ممارسة العملية في العلم لهذا فالاستنتاج يكمل الاستقراء في المراحل المتقدمة من عملية بناء المعرفة العلمي
حقيقة إن هناك اختلاف بين الاستقراء و الاستنتاج إلا أن هناك خدمة متبادلة دون توقف بينهما أي إن هناك علاقة أخد ورد أي علاقة جدلية و طيفية بينهما بحيث العقل ينتقل من الاستقراء إلى الاستنتاج و يرتد من الاستنتاج إلى الاستقراء بحثا عن المعرفة وسعيا لبلوغ اليقين .