1
كيف يمكن لنا تفنيد الأطروحة ؟
استقصاء بالرفع
.إن المنطق هو علم القواعد التي تجنب الإنسان التفكير و ترشده إلى الصواب و المنطق معروف من قبل اليونان و قد قاده الواضع الأول لهذا المنطق الفيلسوف "أرسطو" الذي يعرفه على إن الآلة التي تعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ وذلك في قوله {المنطق الأرسطي هو آلة العلم و صورته} وقد قاده بقواعده الممنهجة و المنظمة تنظيما محكما و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو ؛إلى أي حد يمكن اعتبار هذا الاعتقاد صحيحا ؟ أو بعبارة أخرى أدق ؛إلى أي حد يمكن القول ان التعرف على قواعد المنطق تضمن عدم الوقوع في الخطأ ؟
إن حقيقة انطباق الفكر مع نفسه و سعى المنطق الصوري الأرسطي لتحقيقها على اعتبار انه يمثل النظرية النهائية التي تبين لنا قواعد الاستدلال التي يجب إتباعها و الشروط التي يمكن أن نفرق بها بين الصواب و الخطأ و لهذا قد أعده الكثير –خاصة في العصور الوسطى- اصدق معيار يمكن الاستعانة به لدراسة العلوم و قالوا انه معيار العلوم و انه هو الوسيلة التي تضمن عدم الوقوع في الخطأ و كذلك اعتبر أسمى أسلوب لضمان اتفاق العقول ة انسجامها و توحيد حكمها فالمنطق يعتمد على قواعد تحصنه من التناقض و يقيم مبادئ الفكر من التمسك بالأفكار العلمية و الآراء الشائعة حتى يكون سليما و كذلك إتباعه لأسلوب الاستدلال القائم على الاستنتاج مما يجعله فكرا برهانينا فقواعد المنطق تحرر الكل من قيود العاطفة فالمنطق منهج يعودنا ترتيب أفكارنا و تأسيسها في صورة منطقية سليمة
فخطابنا لا يكون مفهوما إلا إذا كان مؤسسا و مهندسا فالمنطق ينبهنا إلى الأخطاء فالمنطق ينبهنا إلى الأخطاء الشائعة لدى اغلب الناس كالخلط بين التناقض و التضاد و كذلك فهو يعطينا القدرة على فحص استدلالات الآخرين و ردها أو قبولها لهذا اعدوا المنطق منهجا لمختلف العلوم ومنه فالتعرف على قواعد المنطق يضمن لنا عدم الوقوع في الخطأ .
.إن الإنسان قد يعرف قواعد المنطق لكنه قد يخطا لان الأحكام المنطقية تتأثر بعوامل مختلفة مثل العوامل النفسية و الاجتماعية فإذا كان الحكم هو الأساس في المنطق فان الحكم قد يتأثر بذات الإنسان أي يتأثر بميوله و أهوائه وعواطفه و منافعه كما يتأثر أيضا بعوامل اجتماعية أي يتأثر بالقيم السائدة في المجتمع مثل عادات و تقاليد باعتبار إن الفرد يتأثر بما هو سائد في مجتمعه و يجد صعوبة في الخروج من القيم الاجتماعية و قد يتأثر بالراء الفلسفية .إذن المنطق على خلاف الرياضيات له علاقة بالفلسفة إذا ظل المنطق الأرسطي بحثا فلسفيا لأنه ظل مرتبطا بالآراء المبطافيزقية لكن رغم الانتقادات التي وجهت للمنطق الأرسطي بأنه أجوف كما قال "بيكون" وكذلك انه عقيم لا يستطيع الوصول إلى أي جديد و كذلك انه يستخدم اللغة الشائعة .وانه ضيق لا يعبر عن كل العلاقات المنطقية فالمنطق له فائدة نظرية و علمية إذا أنت توظف هذه القواعد في تفكيرنا العلمي و الفلسفي ومن هنا نخلص إلى أن التعرف على قواعد المنطق لا تضمن لنا عدم الوقوع في الخطأ .
. حقيقة إن النظرة التي تجعل من المنطق القديم أكمل ما أنتجه العقل البشري لتحقيق توافق العقول و بالتالي عدم الوقوع في الخطأ فيه كثير من المبالغة و الخطأ لأنه اجتهاد بشري لا يرقى إلى الكمال مهما كان فيه من مجال الإبداع و بالتالي فله عيوب كثيرة حاول إظهارها كل من "ديكارت و غوبلو و بيكون " أهمها انه منطق عقيم لان نتائجه متضمنة في المقدمات انه منطق لغوي يقدم على الألفاظ وما فيها من غموض و تعدد المعاني يؤدي إلى الوقوع في الخطأ و كذلك فان له قواعد ثابتة لا تقبل التطور و منه فالتعرف على قواعد المنطق لا يضمن لنا عدم الوقوع الخطأ لان الأحكام المنطقية تناثر بعوامل مختلفة مثل العوامل النفسية و الاجتماعية .
. ومن هنا نستنتج إن التعرف على قواعد المنطق لا يضمن لنا عدم الوقوع في الأخطاء .