السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، عمري 15 سنة، في الصف الثاني ثانوي، متفوقة في دراستي ولله الحمد، ولكن منذ الفصل الدراسي الثاني للعام الماضي بدأت عندي مشكلة نوبات الهلع، والقلق، والتوتر والضغوط بسبب الدراسة الكثيرة والمشاريع وضغوطات المدرسة بشكل عام، فإن المعلمات يضغطن علينا بشكل مبالغ فيه، كل معلمة تريد أعمالها أولا، والأخرى تريد مشروعها، والأخرى تريد أن تقوم باختبار لنا، لقد تعبت حقا فأنا لا أرتاح، وأصبحت متوترة وقلقة بشكل كبير، حتى عندما أنام لا أرتاح دائما أفزع خلال النوم وأقول إنني نسيت شيئا ولم أقم به، فنومي أصبح متقطعا خلال هذه السنة أيضاً.
أريد طريقة كي أتخطى بها من هذه الصعوبات والضغوطات بدون أن أقلق أو أتوتر، وأريد طريقة للمذاكرة تجعل المعلومة محفوظةً في ذهني ولا أنساها، بما أنني أنسى بسرعة بسبب التوتر، وأريد طريقة لمذاكرة اختبار القدرات العامة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله - يا ابنتي - فواضح جدًّا من استشارتك ورسالتك أنك إنسانة مهتمَّة وحريصة على واجباتك، وتريدين إنجاز كل شيءٍ، وتُريدين التفوق، وهذه نعمة من نعم الله تعالى، ونسأل الله أن يُوفقك، وهذا النوع من الشخصيات - مثل شخصيتك - دائمًا يكون قلقًا، لأنه يريد أن يُنجز كل شيء، وأن يتفوق في كل شيء، ولذلك يُلازمه هذا النوع من القلق والتوتر، وهذا شيء طبيعي وردة فعلٍ طبيعية، وإن شاء الله تعالى تجتازين هذه المرحلة، لكن عليك بالنصائح الآتية:
أولاً: يجب أن تُخططي لنفسك تخطيطًا دقيقًا، حدِّدي لك ساعات معينة في اليوم للمذاكرة، وحدِّدي لك ساعات للاسترخاء والترويح عن النفس يوميًا، والأكل المنظم، والواجبات المنتظمة، وأخذ قسطًا كافيًا من النوم.
عليك بتنظيم الوقت، أعطي كل شيء وقته، وقتًا للمذاكرة، ووقتًا للنوم، ووقتًا للاسترخاء، هذا من ناحية، فالمفتاح الأول هو تنظيم الوقت - يا ابنتي -.
ثانيًا: عليك ألا تُذاكري وأنت متوترة أو مُرهقة، لأن الذاكرة تتكون من ثلاثة عناصر: الانتباه، ثم التسجيل، ثم تخزين المعلومات واستدعاءها.
فلا يمكن أن تسجلي المعلومات إلَّا إذا انتبهتِ لها، فالانتباه مهم لتسجيل المعلومة، وإذا تمَّ تسجيل المعلومة فإنها تُختزن، ومن ثمَّ يمكن استدعاؤها في أي وقت، فالجزء المهم هو التسجيل، والتسجيل مهم جدًّا في التركيز والانتباه، فإذًا لا تستذكري أي مادة وأنت متوترة وقلقة.
رابعًا: يمكنك المذاكرة مع الكتابة، أو تحفظي بعض النصوص وتربطي الحفظ بأشياء معينة، مثل مصطلحات معينة أو اختصارات معينة، فهذه تُساعد في الحفظ.
خامسًا: بعض الناس يُحبون أن يتم حفظهم للمعلومات في الصباح الباكر، بعد النوم، لأن جسمهم يكون مرتاحًا ونفسيتهم مرتاحة، فهذا يكون أنسب وقت للحفظ، في الصباح الباكر.
سادسًا: هناك نوعان من الذاكرة: الذاكرة السمعية، والذاكرة البصرية، فإذا كنت تملكين ذاكرة بصرية فإنك تحفظين بالمطالعة في الكتاب وحدك، أو ما يسمَّى بالذاكرة الفتوغرافية، أما إذا كنت تتمتعين بذاكرة سمعية فإنه أحيانًا يجب عليك أن تُذاكري مع الآخرين، وتسمعي منهم، فإن هذا أسهل لحفظك ومراجعتك.
فهذا راجع إلى شخصيتك، فإذا كنت تميلين إلى القراءة وحدك وذاكرتك ذاكرة بصرية فأنسب لك أن تُذاكري وحدك وتحفظي من الكتاب مباشرة، أما إذا كانت ذاكرتك ذاكرة سمعية وتُحبين أن تُذاكري مع الآخرين فيجب أن يكون لك مجموعة من صديقاتك تُذاكرين معهنَّ.
إنني واثق من خلال خطابك وهمَّتك أنك -إن شاء الله تعالى- ستنجحين، فخففي عن نفسك.
وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.