السلام عليكم
أعاني من تدني مستواي الدراسي منذ دخلت الجامعة، لا أستطيع الحصول على درجات جيدة كما كنت في فترة الثانوية وقبلها، وأنا منذ انتقلت إلى مرحلة الدراسة الجامعية يلازمني اعتقاد غريب بأن مرحلة الدراسة الجامعية غير ضرورية، وليست مهمة مثلما كان الحال في الدراسة من قبل، ولم أعرف لهذا الاعتقاد سببا، لكنني أتبع هذا الاعتقاد وأصدقه، وأنا بالفعل أتعامل بلا مبالاة وعدم اهتمام مع دراستي الآن، وأيضا أشياء كثيرة أتعامل معها باستهتار، ولم أعد أذهب إلى الجامعة إلا قليلا.
كنت ملتزما في الثانوية بالذهاب إلى المدرسة، واستذكار الدروس، ولكن لم أعد آبه لدراستي، وأود أن أقول: إنني لم أتأقلم قط مع نظام الجامعة، وحاولت أن أتأقلم مع هذا النظام ولكن لم أستطع، وأصبحت أؤثر الراحة في كل شيء أيضا، وأصبحت كسولا جدا، وأصبحت أرسب في مواد كثيرة، وأنجح بنصف الدرجة فقط، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونرجو أن يكون في هذا التواصل بداية صحيحة لحل الإشكال، فاستعن بالكبير المتعال، واسأله إصلاح الأحوال، ونسأله سبحانه أن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن الإنسان إذا اهتم بأي أمر نجح فيه بحول الله وقوته، فاجتهد في تغيير الفكرة السالبة، واعلم أن الدراسة الجامعية هي أهم مراحل التعليم، وهي مرحلةٍ الدورُ الأكبر فيها للطالب، ودور المحاضر هو إعطاء المفاتيح للعلوم، والمطلوب من الطالب الجامعي تحقيق مستوى مرتفع؛ حتى يستطيع الدخول إلى الدراسات العليا، كما أن الدرجات الوظيفية تقوم على المؤهلات العالية، وكذلك فرص الابتعاث، ونحن في زمان لا ينفع فيه مجرد النجاح، بل لا بد من تفوق وتميز.
فانتبه لنفسك، وتدارك الوضع قبل فوات الأوان، ولن ينفع بعد ذلك الندم، وننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، واحرص على مصاحبة المجتهدين من الطلاب، فالإنسان يتأثر بمن حوله.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن طلب العلم يحتاج إلى صبر واجتهاد، مع التوكل على رب العباد، ونسأل الله أن يبعث في نفسك الهمة، وأن يوصلك بفضله إلى القمة، وأن ينفع بك الأمة، ونشرف بالاستمرار في التواصل، ويسعدنا أن نكون في خدمة شبابنا، ونسأل الله لك النجاح والتفوق والفلاح.