و ما قالوا في من أدمن الكسل..
مررت عليه بعد أن طال غيابه.. مررت أبحث عن صديق تاه منّي بين الزحام.. زحام الأشغال و الأعمال.. لم يخيّب ظني هو هناك منذ عرفته.. لم يبرح تلك الشرفة القديمة.. قهوة صباحية و جريدة يومية.. رآني و قد أقبلت من بعيد فعلم أنّه ليس لي مقصد في هذا الحيّ غيره..
أجلسني حذوه و بدأ في ثرثرته متجولا بي بين السياسة و السياحة و الرياضة و جديد الأخبار.. كنت أستمع إليه بدون مقاطعة.. أخذ يريني المارة و يقص لي قصصا عنهم و عن عاداتهم و يبرهن لي أنّهم يعيشون في حلقة مفرغة من الروتين و التكرار بتوقعاته لتصرفاتهم..
حينها قاطعته.. قلت: ماذا تختلف عنهم؟؟ هم أيضا حين يمرون من تحت شرفتك يعلمون جيدا أنّهم سيجدونك هنا على حالك هذه.. لأنّك أيضا تعيش في ذات الحلقة المفرغة.. قال: هذه الحلقة سيطرت علينا جميعا.. قلت. كلا بل نحن سلمنا لها أنفسنا.. أنظر لنفسك و إلا حالك..
خفض بصره ثم أرسله بعيدا إلى السماء.. ثم قال: هل لك من دواء لحالي.. قلت:لكل داء دواء.. لكل مشكلة حل.. لكل كربة علاج و لكل إدمان حل.. قال: من صاحب هذا الكلام؟؟ قلت: قاله العارفون بالله.. قال: و ما قالوا في من أدمن الكسل..