تختلف مواقف الأولياء من النتائج الد راسية حسب المستوى الثقافيوالاجتماعي والوضع الصحي والعاطفي ورتبة الابن أو الابنة بين الإخوة،وبقدر ما نحسن التعامل مع الأبناء بعد ظهور النتائج الدراسية الأولى،بقدر ما يكون مردودهم في نهاية السنة أحسن والعكس صحيح، فإذاكانت النتائج الإيجابية تخلق مناخ السعادة في الأسر فإن النتائج السلبيةتدمر نفسيات الأسر وتخلق بينهم التمزق والتنافر . وحين يتفحص الأولياءنتائج جيدة يشعرون باطمئنان على مستقبل أبنائهم وأن مجهوداتمواكبتهم أثمرت وتكليل جهودهم وإتعابهم، ولذلك يزداد تشجيعهموتعزيز نجاحهم. أما الأولياء الذين يتلقون نتائج سلبية فإنهم يتذمرونبدرجة تبرز لهم مغبة استقالتهم وإهمالهم ليتذوقوا فترة من الحسرةوالندم. من الأخطاء التي يرتكبها بعض الأولياء إهمال الأبناء والاعتقاد أن توفير المأكل والملبس ولوازمالدراسة كاف لذلك، يعدمون التواصل مع المدرسة والمدرس إلا مرتين في السنة الدراسية بدايتهاونهايتها. وقد يفرض بعض الأولياء على أبنائهم أوامر مجهدة تتجاوز قدراتهم على التحمل، فيقعالانكسار لأنهم يتظاهرون بالجد، فالعقل شارد والاستيعاب ناقص لأنهم يعملون تحت الإكراه، وهكذايخلقون وصفات للفشل الدراسي، ينفذها الأبناء بعنادهم وانعدام رغبتهم، فتكون النتائج الدراسيةفرصة أخرى لجني ما زرعوه خلال سنة كاملة. لهذا كله، فإن علاج النتائج السلبية أمر يتطلب تعاونابين كل الفرقاء التربويين والاجتماعيين، فالمطلوب ألا نهول هذا الأمر، حتى يستعيد الطفل أو المراهقالذي أصابه الترهل عافيته الدراسية وتزهر نتائج . إن التلميذ الذي حصل على نتائج سلبية يعيش حالةشقاء، فلا حاجة لأن نضيف له ما يشقيه أكثر من التهديد والتخويف والشماتة، لأننا بذلك لا نسعفهعلى النجاح المدرسي، ومع ذلك يجب أن يحس بالخطورة وتقدير العواقب من أجل تجاوز أنجع لاحقا،وفي نفس الوقت يلمس أن أسرته تعطف عليه وتسعفه في تحسين أدائه الدراسي، فهذا تأكيد بأنهاتحبه وهذا ما يحتاج إليه. ـ أن نعلم أن النجاح والفشل لا يرجع إلى التلميذ وحده، بل يساهم فيصناعته أيضا الأولياء والمدرس والإدارة التربوية والبرامج التربوية والتأطير التربوي والإداري والمحيطالدراسي والاقتصادي والاجتماعي. ـ أن نعيد للتلميذ الثقة في نفسه، وأن نضع منهجية لمساعدته وأننعتبر الفشل نسبيا وحادثا في مسار يمكن أن يصيب أي واحد، وأن المهم هو النهوض من الكبوة. ـ أننتراجع قليلا للتأمل، فالنتائج الضعيفة والملاحظات المعززة لها تجعلنا نشك في القدرات العقلية للتلميذمن دون أن ننسى أن النظام المدرسي وطرق التدريس لا يمكن أن تكيف لكل واحد، فلكل واحد إيقاعهالتعليمي وقدراته، كما أن مفهوم النجاح نسبي وأن النجاح في المدرسة لا يدل أحيانا في بعض الحالاتعلى النجاح في الحياة.