دستور الحرب و السلم
كتب رسالة لقائد الجيش سعد ابن أبي وقاص و جنود الإسلام رضي الله عنهم أجمعين فقال:
أما بعد:
فإني آمرك و من معك من الأخيار بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، و أقوى المكيدة في الحرب، و آمرك و من معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، و إنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، و لولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، و لا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، و إلا ننصر عليهم بفضلنا، لن نغلبهم بقوتنا.
و اعلموا!!! أن عليكم في سيركم حفظة من الله، يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، و لا تعملوا بمعاصي الله، و أنتم في سبيل الله، و لا تقولوا عدونا شر عنا، فلن يسلط علينا و إن أسئنا، فرب قوم مسلط عليهم شر منهم، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفرة المجوس، فجاسوا خلال الديار و كان وعدا مفعولا.
و اسألوا الله العون على أنفسكم، كما تسألونه النصر على عدوكم، أسأل الله ذلك لنا و لك