إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونتوب اليه
ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا
من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد أفضل المرسلين
وخاتم النبيئين سلاما طيبا الى يوم الدين
كثيرة هي الأمور التي تخلق نوعا من المواجهة بين الأبناء والآباء
وكثيرة هي الحلول التي يجدها كل طرف تجنبا لأثر المواجهة وضمانا لاستمرار الركب سليما
ولكن هناك مجالات أخرى يستأسد فيها الآباء ويحاولون فرض آرائهم على الأبناء
ولعل أبرز هذه المجالات نجد مجال التوجيه المدرسي
وأقصد بذلك اختيار الشعبة الدراسية من طرف الأبناء
هناك إشكالية كبرى تبرز في هذا الصدد
وتتعلق بالفكرة التي تتملك الآباء وتدفعهم إلى محاولة فرض آرائهم
فهم من منطلق تجربتهم وخبرتهم في الحياة يحاولون التخطيط لمستقبل أبنائهم
وقد يكون هذا التخطيط غير ملائم لتطلعات الأبناء وحينها تبرز صور المواجهة
الابن يسعى لولوج معهد الموسيقى أو المسرح والأب يرى فيه طبيب المستقبل
الأب يمني النفس ويحلم بأن يرى ابنه ربان طائرة أو قائد سفينة
في حين ان الابن تستهويه المجالات الرياضية
وبين رغبة هذا وذاك يبرز إشكالا أكثر تعقيدا مما نتصور
فالابن الذي يقتنع بأنه مطالب بالبر بوالده وعدم عصيان اوامره
قد يتنازل عن رغبته ويجاري الأب في اختياره
والأب أيضا قد يرى أنه يفرض رأيه على ابنه وبالتالي يحاول التراجع
وفي هذه الحالة تنشأ صراعات داخلية بين ثنايا الذات مفادها إسعاد الطرف الآخر
نترك هذا الصراع جانبا ونعرج على سلوك الأب والابن عند نشوب المواجهة
فالأب يرى في ابنه ذاك الشخص الأرعن الذي لا يدرك اهمية التوجيه المدرسي وحسن الاختيار
ويرى فيه أيضا ذاك الشاب الذي لا يقدر نصائح من يفوقه تجربة ويتجاوزه عمرا وخبرة
وقد يصل الامر حد القطيعة والغضب واعتبار الامر عصيانا وعقوقا بالأب
والابن يرى من وجهة نظره أنه صاحب الاختيار وله الحرية في ذلك
وأن ما يحاول الاب فرضه لا يتناسب مع طموحاته
وأنه صار متجاوزا في ظل الانفتاح الذي يعيشه شباب هذا الجيل
فيرفع ذاك الشعار الذي حمله احد المسلسلات الدرامية " لن أعيش في جلباب أبي "
لاثارة نقاش أكبر إليكم هذه الاسئلة
1 - هل يحق للأباء فرض رأيهم على الابناء بخصوص التوجيه المدرسي؟
2 - ألا يشكل ذلك حرمانا لهم من تحديد مستقبلهم بكل حرية؟
3 - لماذا يرفض الابناء تدخل آبائهم في موضوع التوجيه المدرسي وعدم الاستفادة من خبرتهم؟
4 - هل من المنطقي أن يرضخ الابن لرغبة الوالد فقط لارضائه
وهو مدرك أنه لن يحقق النجاح في العشبة التي اختارها له؟
5 - مساحة حرة لنزف اقلامكم