تتنافس الشركات المنتجة لمشروبات الطاقة للاستحواذ على اكبر عدد ممكن من المستهلكين في الدول العربية حتى أن البعض منها بدأ يسوقها بشكل مجاني على الشباب والمراهقين في الأماكن العامة كالمجمعات التجارية والأندية ودور السينما.
وفي الوقت نفسه تحظر كندا واستراليا والنرويج والدنمارك بيع تلك المشروبات في أسواقها في حين أصدرت السلطات الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية قرارا تمنع بموجبه بيع تلك المشروبات لمن هم دون سن الـ 15 لعدم ملاءمة مكونات تلك المشروبات وما تحويه من مواد مقوية لصغار السن.
وتؤكد دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية ونشرت على موقع طبي بشبكة الانترنت ان مركب (تورين) الموجود في مشروبات الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبي لدى الإنسان وهذا المركب هو نوع من الأحماض الأومونية الموجودة في اللحوم والأسماك تقوم الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة بإضافته لمنتجاتها.
وأضافت الدراسة أن من بين الإضرار التي يسببها ارتفاع مادة الكافيين في تلك المشروبات على المراهقين والأطفال ازدياد نبضات القلب عن المعدل الطبيعي حيث تصل أحيانا إلى 150 نبضة في الدقيقة إضافة إلى زيادة تدفق الدم للعضلات حيث تصل نسبة الكافيين الى20 ضعفا عما هو موجود في المشروبات الغازية.
وترتفع نسبة الكافيين المخدر لتصل أحيانا الى 80 ميلليغرام في علبة بحجم 100 ميلليغرام وهذه نسبة مخيفة إلا أن بعض الشركات لا تذكرها على منتجاتها حتى لا تؤثر على حجم المبيعات.
كما أوضحت الدراسة أن المثابرة على تناول مشروبات الطاقة المشبعة بالكافيين تتسبب في حالة من الإدمان وحدوث اضطرابات نفسية نتيجة نقص هذه المادة في حال توقف الشخص عن تناول تلك المشروبات.
كما تتسبب مادة الكافيين في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الجسم ما يؤدي إلى حصول نزيف في الأنف أو ما يعرف باسم (الرعاف المزمن) والنوبات القلبية نتيجة زيادة كميات الدم التي يتم ضخها من والى القلب.
وتضيف الدراسة أن زيادة التبول تعد من أكثر المشاكل التي تسببها مادة الكافيين نتيجة تعامل جسم الإنسان مع هذه المادة على أنها مادة سامة يتوجب التخلص منها عن طريق التبول فبذلك يخسر الجسم كميات كبيرة من السوائل ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.
ويعتقد بعض الشباب ممن يمارسون رياضة كمال الأجسام أن تناول هذه المشروبات بشكل دائم سيعوض أجسامهم الطاقة التي يفقدونها خلال التمارين الرياضية إلا أن ما يخفى على الكثير منهم ان تناول علبة كبيرة من تلك المشروبات يوازي ستة ملاعق من السكر وهذا كفيل بزيادة الوزن بدلا من إنقاصه.
وفي السياق نفسه أكدت دراسة قامت بها وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع هيئة المواصفات والمقاييس ومتخصصين في التغذية أن هناك تأثيرات جانبية لا تحمد عقباها عند الإفراط بتناول هذه المشروبات بشكل يومي.