كلما حان موعد زيارة الطبيب يأخذ الطفل في البكاء والصريخ، رافضاً الذهاب الى العيادة. وقد تستغرب الأم تصرف ولدها، ولا تجد تفسيراً له. ولكنها لو عرفت السبب لبطل العجب. فالصغير يرتعد خوفاً من زيارة الطبيب ..لأنها (الأم) زرعت الخوف فيه، اذا كانت كلما مارس بعض التصرفات المزعجة تقول له: أوقف شقاوتك وإلا ناديت على الطبيب ليعطيك الإبرة (الحقنة).
ومثل هذا التهديد يثير الخوف لدى الصغار ويبقى ذكر الطبيب مزعجاً حتى عندما يكبر وهذا لا يعني ان الطفل يجب ألاّ يخاف، فالخوف أمر عادي وشعور داخلي بهدف التزام جانب الحذر ودرء الخطر.
ولكنه يجب أن يكون في حدود المعقول والمقبول وطبعاً ليست الأم المصدر الوحيد لخوف طفلها من الطبيب .فقد تكون الخبرات السابقة المؤلمة في العيادة أو المستشفى سبباً في اثارة الخوف عند الطفل.
فما العمل لتبديد خوف الطفل من الطبيب؟
على الأم أن
**تمتنع عن تخويف الطفل من الطبيب
**عدم إظهار خوفها من زيارة الطبيب
**عدم أخذ الطفل الى المستشفى فجأة من دون علمه مسبقاً.
فالأم هي مصدر المعلومات الرئيس لطفلها، ولهذا يقع على عاتقها «شحن» مخه الصغير بكل ما هو ايجابي من أجل تبديد الخوف
**زرع الطمأنينة في نفسه.
**حبذا لو لعبت الأم دور الطبيب مع طفلها، لتشرح له ما قد ينتظره في العيادة أو المستشفى.
**أن تستعين ببعض الكتب المصوّرة لتقوم وطفلها بتصفحها معاً، فمثل هذه الوسائل من شأنها أن تجيب عن استفسارات لا يعرف الطفل كيف يسأل عنها،وهي بالتالي تطرد شبح الخوف.
**على الأم أن تعدّ طفلها قبل زيارة الطبيب، ليكون على بيّنة مما ينتظره في العيادة، مثل خلع الملابس وقياس الطول والوزن واستعمال السماعة الطبية وميزان الحرارة وفحص الفم والأذن...الخ.
**والأهم من هذا كله على الأم أن تروي الأمور بأسلوب هادئ بعيداً من الكذب ..لأن الطفل يحب معرفة الحقيقة كما هي.