حول السلم والسلام
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
من تلاميذ اكمالية حي راس العين
إلى السيد: الأمين العام
للأمم المتحدة
الموضوع:عريضة تدعو للسلم والسلام
يشرفني أن أتقدم أنا وأصدقائي إلى السيد الأمين العام بل للعالم بأسره لإخباره القصة الحزينة بل الحقيقة التي يعيشها العالم من الحروب وحياة اللاسلم، كثيرون هم الذين يطمحون بالسلام، بلْ ويعملون لمقاومة ظاهرة الحرب والاحتراب والنـزاع المسلح في العلاقات البشرية والدولية، ويحلمون بتحقيق المجتمع الإنساني الذي يسوده السلم والسلام والإخاء والمحبة. مؤسسات ومنظمات رسمية، وغير رسمية، دولية، محلية، إقليمية تصبو لإحلال السلام، وفضّ النـزاعات بالطرق السلمية. لكن النتائج ميدانياً محدودة، وما أدل على ذلك مِن موجة الإرهاب التي كادت تفرض شبحها على كل شيء، وفي كل مكان. .
لعل الإسلام هو الدين الوحيد الذي عُني عناية فائقة بالدعوة إلى السلام وجعلها دعامته الأولى.. وقد تناول كتابه القرآن الكريم (السلم والسلام) في عشرات من آياته المحكمات. ليس ذلك فحسب، بل إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وصفة من صفاته (هو الله الذي لا غله إلا هو الملك القدوس السلام)، وجعله تحيته إلى عباده، وأمرهم بأن يجعلوا السلام تحيتهم يلقيها بعضهم على بعض وشعارهم في جميع مجالات الحياة، في المسجد والمعهد والمصنع والمتجر..
من هنا كان الإسلام شعار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها منذ ظهور الإسلام حتى الآن. وهو شعار يُلقيه المسلم على صاحبه كلما لقيه وكلما انصرف عنه، فيقول له: ((السلام عليكم))، ويلقيه المسلم كل يوم خمس مرات على الأقل في الصلوات المفروضة حين يصلي ويقرأ التحيات ويختم صلاته بقوله: ((السلام عليم ورحمة الله وبركاته)) مرتين، مرة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال.. لا بد ـ إذن ـ أن يكون هذا الشعار الذي يردده المسلم كل يوم وكل ساعة، من أعظم القيم الدينية.
وقيل: إن الإسلام من السلامة والخلوص من الشوائب والنقص.. وهذه القيمة قريبة إن لم تكن مطابقة للمعنى الذي ذهب إليه الغزالي. وقيل: إن الإسلام من السلام الذي هو ضد العدوان.. سلام ـ أولاً بين العبد وبين نفسه، ثم سلام ـ ثانياً ـ بينه وبين الله تعالى، ثم سلام ـ ثالثاً ـ بينه وبين غيره من الناس.
وهذا المعنى الأخير يلائم المفاهيم الجارية في العصر الحاضر.. فالعالم يعيش في خوف وهم وقلق خشية الوقوع في حرب مدمرة تهلك الحرث والنسل، وهناك أمم تدعو إلى الحرب، وتعدّ لها العدة، وأخرى تنادي بالسلام.
آيات السلم
وهناك مصداق آخر للاّعنف الذي يؤكّد عليه الإسلام العزيز وهو السلم والسلام، حيث إنّ الإسلام هو دين السلم وشعاره السلام.. فبعد أن كان الجاهليون مولعين في الحروب وسفك الدماء جاء الإسلام وأخذ يدعوهم إلى السلم والوئام ونبذ الحروب والمشاحنات التي لا ينجم عنها سوى الدمار والفساد.. على هذا الأثر فإنّ آيات الذكر جاءت لتؤكّد على مسألة السلم والسلام، فقد قال عزّ من قائل مخاطباً عباده المؤمنينيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (10)