مقالة حول الأخلاق: هل القيم الأخلاقية وليدة المنفعة أو العقل؟
طرح المشكلة:
اهتمت الفلسفة الأخلاقية بسلوك الفرد كمعيار لمدى نيله وما يحققه من فضائل
وهو ما يعرف بالقيم الأخلاقية وقد أثار الموضوع جدلا فلسفيا حول أساس القيمة
الأخلاقية ومنه نطرح الإشكال التالي : هل القيمة الأخلاقية مرتبطة بالفعل لذاته أم
بالنتائج المترتبة عنه ؟ هل القيم الأخلاقية وليدة العقل أم المنفعة؟
الطرح الأول:
ترى الأطروحة الأولى والتي يمثلها كانط أن القيمة الأخلاقية نابعة من العقل الذي يعطي صورة
مجردة عن الفعل الأخلاقي الذي يقوم به الإنسان بصورة واجب أخلاقي مما يجعلنا نهتم
بالفعل في حد ذاته بغض النظر عن الهدف لذلك وضع كانط
نظام مجرد من الأخلاق قائم على الواجب من اجل الواجب " الواجب لذاته والواجب
في ذاته" النابع من الإرادة الخيرة والمبدأ الصوري المنزه عن كل غاية او
هدف"المبدأ البعدي"
النقد:
لكن أخلاق كانط جد متعالية يصعب تحقيقها في
الواقع لأنه جردها من كل تجربة حسية وعواطف وميول ورغبات وظروف اجتماعية .
الطرح الثاني:
ومن هذا ترى نقيض الأطروحة التي تمثلها نظرية المنفعة بزعامة ج.بنتام- ج.س.مل أن القيم الأخلاقية وليدة المنفعة التي
تحددها الطبيعة الإنسانية القائم على مبدأ أي لذة وألم"الخير والشر" فهم
يرون أن الإنسان مثل الكائنات الأخرى يقوم بحفظ بقائه من خلال مراعاة الأهداف
والغايات التي تنتج عن أفعاله وليست الأفعال في حد ذاتها "أبي قور" والنتائج تحددها اللذات التي يتصورها
الإنسان ثم يقوم بتحقيقها لتجلب له منفعة خاصة أو عامة باعتبار أن اللذة هي أصل كل
فعل أخلاقي اريسنب القورناي وعلى الإنسان ان يجري
وراء كل اكتساب اكبر قدر من اللذات الى اكبر قدر من الناس
بنتام فهم لا يرون إلى الخير كفضيلة او الضحية كصداقة ما لم تكن لها نتائج
مادية ومعنوية.
النقد:
لكن المنفعة بهذا الشكل تتعارض مع الأخلاق لأنها تجعل من القيم الأخلاقية
ذاتية مختلفة بعيدة عن العقل والشرع وتحط من قيمة الإنسان.
حل المشكلة :
القيم الأخلاقية ترتبط بالفعل لذاته بالنتائج المترتبة عنه فمن غير المعقول
ان يكون الفعل مجرد تصور لا يرتبط بغاية او هدف ومن غير المعقول ايضا ان يكون
الفعل الأخلاقي قائم في لذة والم بعيدا عن التنظيم العقلي.
فالخير والشر كقيم اخلاقية يجب ان تتحدد باساس عقلي ونفعي مقبول عقلا وشرعا
لان طبيعة كل فعل لها جانبان فعل لذاته وفعل في ذاته والتي تحدد نتائجه.