تعد آلام البطانة المهاجرة من أهم أسباب آلام الحوض حيث إن غالبية النساء اللاتي يزرن الطبيب النسائي يشكين من آلام حادة أو مزمنة في الحوض أو في أسفل البطن والظهر وتختلف حدة هذه الأوجاع باختلاف الأمراض التي تسببها وأن الشكوى من هذا النوع تحتاج لاهتمام شديد وتحر دقيق من قبل الطبيب المعالج الذي يجب عليه البحث وبدقة عن مصادر هذه الآلام وتشخيص المرض بدقة، والذي قد يحتاج لوقت للوصول للتشخيص السليم، لأن المعالجة غير الصحيحة في مثل هذا المكان المعقد من جسم المرأة لا تؤدي للعلاج الناجع إذا تلكأ الطبيب في تحديد مصدر هذه الأوجاع بكل دقة.
يكون الوجع عادة في أسفل البطن أو أسفل الظهر، ولكنه يختلف من امرأة إلى أخرى فقد تشعر المريضة أحياناً بثقل في أسفل البطن ويمتد إلى الظهر وأحياناً تشعر بمغص متكرر في أسفل البطن ويمتد إلى الفخذين وأحياناً الشعور بحرقان في أسفل البطن يمتد إلى منطقة المهبل، وكذلك الشعور بطعنات حادة مثل السكين وتختلف نوعية الوجع بنوعية السبب والمكان المصاب.
أوجاع المبيض
أما أوجاع المبيض فتعاني منها حوالي 5٪ من النساء وهي الأوجاع التي تبدأ عند المرأة في يوم التبويض أي في منتصف دورتها الشهرية ويرافقها إفرازات مهبلية دموية تكون بنية اللون وحمراء وتختلف في قوتها وحدتها من دورة إلى أخرى وتبدأ في أسفل البطن ولكنها في الغالب تكون محصورة في المبيض، إما في الجهة اليسرى أو اليمنى حسب مكان الإباضة وتفسر هذه الأوجاع بتكون كيس مبيضي سرعان ما ينفجر وقت التبويض، إن مثل هذه الأوجاع المبيضية الحادة قد تغش المريضة أحياناً أو الطبيب فيعتقد أن المرأة مصابة بالتهاب في الزائدة الدودية فيجري لها عملية جراحية من دون أي داع لها، ويعالج هذا النوع من الأوجاع بإعطاء المرأة حبوبا مسكنة وفي بعض الحالات تعطى المرأة حبوب منع الحمل التي تمنع الإباضة مؤقتاً فتستريح المريضة من أوجاعها.
الأوجاع والعلامات
تكثر هذه الأوجاع بصورة خاصة عند المرأة بعد سن الخامسة والثلاثين وهي تظهر في فترة العشرة الأيام التي تسبق الدورة الشهرية وترافقها عدة علامات وأوجاع أخرى خارج الحوض تدل مجتمعة دلالة واضحة على نوع المرض فقد تظهر هذه الأوجاع على شكل احتقان في الثدي أحياناً لا تطاق ويصعد إلى الكتف والذراع ويصبح لمس الثدي في مثل هذه الحالة موجعاً للغاية وقد تظهر هذه الأوجاع على شكل احتقان في أسفل البطن فينتفخ البطن وتبدو المريضة كأنها منفوخة بسبب احتقان الغازات في أمعائها.
وتعاني المريضة من كثرة التبول ونتيجة لاحتقان السوائل في جسم المرأة فيزيد وزنها حوالي نصف كيلوغرام أو كيلوغرام وتنتفخ أطرافها ووجهها، وتصاحب هذه الأوجاع حالات عصبية، حيث تحدث نرفزة وأوجاع في الرأس وضيق في التنفس وأوجاع في الحلق وحساسية في الجلد وإمساك شديد.
كل هذه العوارض تختفي جزئياً أو كلياً بحلول الدورة الشهرية، وقد يكون من الأسباب الرئيسية للأوجاع التي تسبق الدورة الشهرية وجود مرض البطانة المهاجرة المعروفة (بالاندومتريوسيس). حيث تكون آلامها شديدة تحدث قبل الدورة بيومين أو ثلاثة أيام وتزداد حدتها يوم نزول الدورة، وبعد ذلك تتقلص الآلام تلقائياً في الأيام اللاحقة.
ويمكن تشخيص هذه المشكلة بأخذ القصة المرضية بالتفصيل وإجراء الفحص السريري وتساعد الأشعة الصوتية في تشخيص مثل هذه الحالات ولكن التأكيد في التشخيص يتم بإجراء منظار للبطن والحوض، حيث تظهر البطانة الهاجرة على شكل بقع سوداء تنتشر في الحوض وقد تكون على المبيض وقناتي فالوب ومن الممكن أخذ عينات نسيجية لدراستها وتكون هذه الحالات مصاحبة بالتصاقات.