الإعتقاد السائد بأن ضغوط الحياة مُتعبة للبدن ومُرهقة للنفس
ربما يُعزى إلى الإنطباع الأول في تقييم ما نشعر به في تلك اللحظات الآنية
ووصف الحالة بشكلها الظاهر والسطحي
ولمن ينظر للمسألة بعمق أكثر قد يبدوا له المشهد ذو صورة منافيه
ومنطق مختلف كليا
---
فمن إعتاد على حمل حقيبة بها عشرة كتب مثلا قد يشعر بالثقل
ومن إعتاد على حمل حقيبة بها كتاب واحد ربما يشعر بثقلها أيضا
ولكن هناك من يحمل عدة حقائب مليئة بالكتب
ويجب عليه إيصالها مشيا لمسافة طويلة
وفي مدة زمنية محددة ,, قد لا يشعر بثقل الحقائب
إنما يشغله هاجس المسافة والزمن
إذن فتنوع مصادر الضغوط يخفف عنا بعضها بكل تأكيد
(0)
واجهتك مشكلة معينه في بداية شهر ربيع الأول وأستمرت معك شهراً كاملا
وأجتزتها على خير ولله الحمد ,, ستجد نفسك في بداية شهر ربيع الثاني
قد إكتسبت مهارات جديدة منحتك قوة إضافية لم تعهدها من قبل
ولم تكن لتحصل عليها لولا ذلك الظرف
فالضغوطات تصنع الخبرات وتصقل المهارات
(0)
من يحب إكتساب صداقات متجددة ومتينة لا يوجد أفضل من الضروف القاسية
لتجمع الناس ,, فلو تعرفت على شخص ما في مطعم أو حديقة فلن تكون علاقتك به
كمثل من جمعتك به تجربة إشتركتم في أحداثها وتعاونتم في حلها
نستخلص من هذا أن ضغوطات الحياة تبني العلاقات أيضا وترسخها
(0)
الرياضي الذي يريد الحصول على الميدالية الذهبية في الجري
بمحفل رياضي ضخم كالأولومبياد مثلا
لابد له قبل ذلك أن يشارك في بطولات مصغرة عديدة
ليظهر في البطولة الكبرى جاهزا ومستعدا للإنتصار
تماما كما هو الحال في الضغوط الحياتية المعتادة
فهي تمهدنا لمواجهة أصعب المشكلات بصلابة وتماسك
(0)
إذن هي أشبه بدورة تدريبية مجانية من خالقنا سبحانه العليم بشؤون خلقه
فلماذا لا نجلس على مقاعدها بشكل طبيعي مبتسمين وراضين و متفائلين بمستقبل أفضل
ومستحضرين قوله تعالى ( إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً )