العادة وأثرها على السلوك
المقدمة : إن العادة كسلوك متصلب يصعب التخلص منه,يجعلنا نحكم عليها بأنها سلوك سلبي . هذا من جهة و من جهة أخرى كونها تساعدنا على الاقتصاد في الجهد و الوقت تجعلنا نحكم عليها بأنها سلوك إيجابي .إذن فما هي حقيقة أثر العدة على السلوك , هل هي سلوك إيجابي أم سلوك سلبي ؟
التحليل :
الموقف الأول : كون العادة سلوك متصلب يصعب التخلص منه فهي سلوك سلبي .فحقيقة أثرها بعدية.
الحجة :
إن الشخص الذي تعود على نمط من التفكير< مثل التفكير عن طريق الغير> يصعب عليه التأقلم مع نمط تفكير جديد < كالتفكير المنطقي > .
* كذلك الفرد الذي تعود على نمط من الأذواق مثل العيش في وسط تنعدم فيه معالم الثقافة تجعله غير قادر على التكيف مع وسط ثقافي جديد .
* كما تفيد التجربة أن الأفراد الذين تعودوا على صور حركية معينة , كالكتابة و طريقة كلام معينة أو طريقة عمل يجدون صعوبة في اكتساب أنماط جديدة
. الحجة :
بما أن سلوك الفرد متجه نحو الآخرين و لبس نحو الذات , فأنا أكتب أو أتكلم مع الآخر . فللعادة بعدا اجتماعيا.و لذلك فأثرها السلبي لا يتوقف عند حدود الفرد .
النقد :
لو كانت العادة بهذه الصورة القاتمة لما بذلنا ذلك الجهد المضني في تعلمها . و منه لا يمكن التسليم كلية بأنها سلوك سلبي .
الموقف الثاني :بما أن العادة تساعدنا على الاقتصاد في الجهد و الوقت فهي سلوك إيجابي . فحقيقة أثرها بعدية .
الحجة :
إن الفرق جلي بين العمل الذي تعودنا علبه و العمل الذي نقوم لأول مرة فالأول يكون متقن و يسلك أفضل السبل و بذلك يكون سلوكا منظما, أما الثاني فيكون عشوائي و مضطرب . إذن العادة تساعد على التكيف .
الحجة :
إن حياتنا اليومية لا تخلو من العادات المختلفة و هي التي تجعلها منتظمة بفضل الآلية.
الحجة : إحياء عادة أفضل من تعلم عادة جديدة .
النقد :
رغم إيجابيات العادة و كونها ضرورية في حياة الإنسان إلا أنها لا تخلو من سلبيات الآلية و التي تجعل منها سلوكا غريبا عن الذات لأن الفرد يفقد التحكم فيها .
إذن لا يمكن التسليم كلية بأنها سلوك إيجابي .
الخاتمة :
مما سبق نستنتج أن للعادة مظهرين أحداهما يوحي أنها سلبية و الآخر
يوحي أنها سلبية
و من خلال التحليل تبين أن العادة سلوك ضروري في حياة الإنسان يتطلب منه تجديده حتى لا يصبح سلوكا متصلبا و يفقد حيويته و فاعليته في حياة الفرد .
ملاحظة: يمكن معالجةهذا السؤال بطريقة المقاربة.