علم النحو والبلاغة كأنهما في جزء واحد ولكن يبحث النحو في أمور موضوعية من حيث رفع الفاعل ونصب المفعول , وتقديم ما حقّه التأخير والعكس وهذا من وجهة النظر الاعتراضية
مثلا :
رجل في الدار
تقدم النكرة ولا يصح أن تتقدم النكرة
كما جاء شرح ابن عقيل ج1 ص 215
ولا يجوز الابتداء بالنكرة ما لم تفد: كعند زيد نمره وهل فتى فيكم ؟ فما خل لنا، ورجل من الكرام عندنا
وفي هذا يقول الأستاذ الدكتور بكري شيخ آمين :
" نتعلم في النحو – مثلًا – مواطن تقديم المبتدأ , ومواطن تأخيره ,ومواطن حذفه , أو ذكره ... ومتى يكون معرفة , ومتى يصبح أن يكون نكرة... فإذا ما قرّنا علمنا هذه القواعد بالغاية الفنية التي دعت إلى التقديم , أو التأخير , أو الحذف , أو الذكر , أو التعريف , أو التنكير نكون قد تعلمنا القاعدة النحوية والمعنى المراد منها , أو الغاية منها في آن واحد , وبعبارة أخرى نكون قد ملكنا الجسد – الذي هو القاعدة – والروح – الذي هو المعنى – "
البلاغة العربية في ثوبها الجديد
علم المعاني ج1 ص 52
وإننا نجد أن البلاغة لا يمكن لها أن تنفصل عن قواعد النحو , بل إنها تزيد عليها من الجماليات والإبداع والترقي والسمو في الأسلوب ولذلك يقول بعضهم :
يستطيع عالم البلاغة أن يكون نحويا , ولا يستطيع عالم النحو أن يكون بلاغيا
فالنحو هو صحة التكلم , والتعبير في اللغة العربية , أما البلاغة فهي تحافظ على صحة النحو وتزيد عليه من ذوقها وجمالها
ولذلك نسمي علماء البلاغة
علماء الذوق والرفعة والجمال .
__________________