بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعة في كلية الحقوق، سنة (3)، وقد ضيعت من عمري ثلاث سنوات في رسوبي في الجامعة، ولا أدري ماذا أفعل! ساعدوني.
حلم حياتي أن أصبح رجل قانون، وأنصف المظلومين، لكن لا أستطيع المذاكرة، وتأتيني أفكار بأن الدراسة لا فائدة منها، وأن الأشياء التي أدرسها صعبة، وأن من المستحيل أن أنجح وأتخرج، فماذا أفعل؟ ساعدوني، أرجوكم، فأنا أضيع!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يبعد عنك الوساوس وأن يصلح الأحوال، وأن يعينك على طاعته ويحقق الآمال.
العظيم الذي مكنك من الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة، قادر على أن يعينك على الإكمال، فاستعن بالله، وتوكل عليه؛ فإنه القدير المتعال، وتفاءل بالخير؛ تجده، واقهر عدوك بالثقة في ذي الجلال والإكرام، وهل على الإنسان إلا أن يفعل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وأرجو أن تنظم وقتك، وتضع جدولا للمذاكرة، وتتواصل مع الدكاترة، وتسعى في تغيير النظرة السالبة، واعلم بأن لكل مجتهد نصيبا، وأن كل صعب يسهل بتوفيق الله، ثم بالاجتهاد والمثابرة.
أما قولك: لا فائدة. فغير صحيح؛ لأن الإنسان يستفيد من كل علم يطلبه، فكيف إذا كان علما تنوي به صيانة حقوق الضعفاء، ومناصرة المظلومين؟! ونتمنى أن تضيف عليها الرغبة في رد تلك العلوم إلى القيم الشرعية، وهذا ما يتمناه كل مسلم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وكلما ارتفعت الهمة، وعظمت الأهداف؛ انبعثت في النفس معاني التضحية والصبر والتحدي، والأمر كما قيل: "ولا بد دون الشهد من إبر النحل" وأيضا: "ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر". فكيف بمن ينشد رضوان الله عن طريق نصرة المظلومين؟
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر، وأكثر من الاستغفار ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار؛ يكفك الله ما أهمك، وأكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها كنز وذكر واستعانة، ونسأل الله أن يرزقك همة توصلك إلى القمة، وقد أسعدنا تواصلك، وننتظر منك البشارة بأن الأمور بدأت تسير في الاتجاه الصحيح.
وفقك الله، وحفظك، وسدد خطاك وأيدك.