أيها الناس، في هذه الأيام ينتبه العقل ويحسن الوعي، ويحيا الجد ويقل اللعب، ويرقى مستوى الفكر، وتسلك النفس الطريق الأقوم والنهج الأسلم؛ لأن الناس يواجهون ما يسمى بـ(كابوس الامتحانات)، إذ يرتفع مستوى الضغط والقلق والعناء لدى كثير منهم، فتعلو الهمم وتلتهب العزائم وتعظم الجهود، وتستفرغ الطاقات إلى حال يسر الناظر ويبهج الطالع ويغري العاطل والجاهل. لقد استنفر الجميع للامتحانات الكبار والصغار والرجال والنساء.
وايم الله، إنها لصورة مذهلة، همم أولئك الطلاب الذين يكرسون جهودهم للمقررات فيفلونها فلا، ويسهرون لها ليلا، ويتركون لأجلها لهوا ولعبا. كم سمعنا ورأينا طالبا قرأ في ليلة مائة صفحة، وآخر لم ينم إلى الفجر، وآخر مكث بضع عشرة ساعة يذاكر، وآخر قد تغير وجهه من طول المذاكرة والقراءة. همم كبيرة ونفوس عظيمة، هي ذريعة التفوق والبروز والنجاح، بها نفخر ونتشرف ونعتز ونشيد.
ذي المعالي فليعلون من تعالى هكذا هكذا وإلا فلا لا
شرف ينطح النجوم برقيه وعز يقلقل الأجبالا
من أطاق التماس شيء غلابا واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
كل غاد لحاجة يتمنى أن يكون الغضنفر الرئبال