خطوات الكتابة الفلسفية بالنسبة للـنــــــــــــص
المقدمة
1-خطوات الكتابة الفلسفية بالنسبة للـنــــــــــــص:
- المقدمة :
التحديد الفلسفي للموضوعة التي يتمحور النص حولها
تحديد الإشكالية وطرح التساؤلات الضرورية
2- العرض :
التحليل : يعمد المترشح هذا إلى تحليل مضمون النص ( عن طريق عرض الأفكار الواردة فيه ) ثم طرح الأطروحة المعززة بالحجج والأمثلة .
المناقشة :
من داخل النص : أناقش طبيعة الأطروحة كي أبين لخطاب النقص او القصور إن كنت مختلفا معها أو إيجابيتها إن كنت متفقا معها
من خارج النص :
أزكي الأطروحة بموقف فلسفي شبيه بالأطروحة
ثم أنفتح على الأطروحة المناقصة أو المضادة لموقف النص
3- التركيب :
الى استنتاج تركيبي مبرزا موقفي باعتماد معطيات المناقشة :
- إما أدعم الموقف المطروح
- أو أعارضه وأؤكد على الموقف المضاد
- أو أخرج بنتيجة تركيبه الموقفي في صيغة تكامل
- أو أخرج بإشكالية جديدة كنتيجة للمناقشة
2-خطوات الكتابة الفلسفية بالنسبة للسؤال المفتوح:
الصيغة : استفهام يطرح فكرة أو إشكالية للتحليل والمناقشة
المطلب: تحديد مجال السؤال بالكشف عن الإشكالية التي يطرحها ومناقشتها
التقديم : أصول السؤال إلى صيغة إيجابية ثم أكشف من خلالها عن الموقف الذي يطرحه السؤال ويفرض تحليله ومناقشته
التحليل : أكشف الموقف المتضمن في السؤال أحلل أفكاره باستدعاء معطيات الدرس حسب توافقها مع الموقف , موضوع السؤال ...
المناقشة
: أتوسع في الإشكالية المطروحة حسب السؤال إما بإغناء الموقف أو الأطروحة
باستحضار مواقف مؤيدة للتدعيم , أو الوقوف على جوانب النقص في الموقف بطرح
مواقف معارضة تغني الإشكالية
الخلاصة : استثمر مختلف المعطيات المتعلقة بالإشكالية المطروحة من أجل :
الكشف عن أسباب الاختلاف في المواقف والأطروحات وربطها بشروطها الثقافية أو التاريخية أو الاجتماعية
أو الخروج بنتيجة تركيبية أفسر من خلالها إمكانية تجاوز الاختلاف تطرح التكامل بين المواقف والأطروحات
أو استنتج سؤالا جديدا يقتضي على إشكالية جديدة .
http://www.jawahirberber.com/viewtopic.php?f=15&t=3224لشخصية
•مـن الـدلالات إلـى الإشكـاليـة
•الشخصيـة و أنظمـة بنـائهـا
•الشخص و دوره فـي بنـاء الشخصيـة
مـن الـدلالات إلـى الإشكـاليـة
تتحدد
الشخصية في تصور العامة اعتمادا على المظاهر الخارجية القابلة للملاحظة
كالجاه أو النفوذ أو الثروة أو السلطة، إنها محددات تعتبر بمثابة معايير
تقوم عليها المكانة الاجتماعية للشخص، و لكن كما يتحدث العامة عن الشخصية
يتحدثون أيضا عن انعدامها حينما يميل الشخص إلى الميل للخضوع و الاستسلام، و
إذا عدنا إلى لسان العرب نجده أيضا يركز على المظاهر الخارجية القابلة
للملاحظة، ذلك أن معنى الشخص في اللغة العربية يدل على كل جسم ضخم و بدين و
بذلك يكون ظاهرا، أما في اللغة الفرنسية فكلمة personne و personnalité
مشتقتان من اللاتينية persona التي تدل على ذلك القناع الذي كان يرتديه
الممثل ليتناسب مع دوره في المسرحية.
أما إذا عدنا إلى المعاجم المتخصصة
روبير، لاروس، لالاند، فنجد أن الشخصية تتحدد من خلال معنيين؛ معنى عام و
مجرد، فهي تدل خاصية الكائن الذي يكون مسؤولا أخلاقيا أو قانونيا على
أفعاله، و المعنى الثاني معنى مادي محسوس و يتمثل في الخاصيات الأخلاقية
السامية التي تميز الشخص عن مجرد كونه فردا بيولوجيا، و بذلك تشكل هذه
الخاصيات العنصر الثابث و المنظم في سيرته، الشيء الذي يجعله متميزا عن
غيره.
إن الشخصية إذن لها طابع عام و مشترك بين جميع الكائنات البشرية
من حيث مسؤوليتها الأخلاقية و القانونية، و من ثم فهي لا ترتبط بالمكانة
الاجتماعية، كما أن لها طابعا خاصا يتجلى في مجموع الصفات التي تميز الشخص
عن غيره تمييزا واضحا رغم ما يشترك فيه من صفات مع الآخرين، كما أنها محددة
زمنيا لارتباطها بتاريخ الفرد و تخضع لسيرورة نمو عبر مراحل معينة.
إن
الشخصية عبارة عن وحدة بنيوية معقدة يتفاعل فيها بيولوجي طبيعي مع ما هو
نفسي معرفي و اجتماعي ثقافي و إبداعي، فهي نتاج لتفاعل هذه العوامل
المجتمعة فهي بنية دينامية تتجلى عبر تمظهرات خارجية [ الجانب الفزيولوجي
الجسمي و السلوك الخارجي ]، و تقوم في أساسها على خصوصية الشخص و تكيفه
بصورة ملائمة مع محيطه.
إن هذا يقتضي أن نحدد الفرق ما بين الشخص و
الشخصية و هل يمكن القول أن الشخصية مرادفة للشخص أم أن هناك فرقا جوهريا
بينهما، إن هذا الاختلاف هو ما تحـدده الـدلالتين الفلسفية و العلمية:
أ-
الدلالة الفلسفية: إن الحقل الدلالي الفلسفي لمفهوم الشخصية يتأسس على
التصور الفلسفي للإنسان كشخص باعتباره ذاتا تعي وجودها و حريتها و تتمتع
بالإرادة و تشعر بالمسؤولية و تدرك ما هو ثابت في وجودها الشيء الذي يجعل
منها ذاتا مجردة، و من ثم يكون الشخص هو الجوهر و الماهية في حين تصبح
الشخصية ذلك المظهر الخارجي الذي يعكس حقيقة الجوهر.
ب- هذا التمييز
بين الشخص و الشخصية سيتبلور بشكل أكثر وضوحا مع العلوم الإنسـانية، و
ستعتبر الشخصية مجرد نمط أو نموذج نظري ينشأه العالم من أجل فهم و تفسير
سيرة الشخص و سلوكه.
و هذه الأنظمة الثلاثة هي:
1- نظـام الشخص من حيث هو عضوية بيـولوجية و ذات واعية مسؤولة أخـلاقيا و قانونيا عن أفعالها.
2-
النظام النفسي؛ فالإنسان له حياة نفسية تنمو و تتطور تبعا لمراحل نموه
الجسمـي و النفسي و بما يعرفه هذا الأخير من أزمات و ما يراكمه من خبرات و
تجارب.
3- النظام الاجتماعي: إن الفرد لا يعيش منعزلا عن الاخرين بل
يدخل في علاقات متعددة معهم ضمن محيط سوسيو ثقافي لكونه يعيش داخل أشكال من
التنظيمـات و المؤسسات الاجتماعية و الثقافية.
هذه الأنظمة الثلاثة
تتفاعل فيما بينها بالإضافة إلى أنظمة أخرى اقتصادية و سياسية لتعطي
للشخصية طابعها البنيوي المعقد و تجعل منها مفهوما متعدد الدلالات يختلف
باختلاف الحقول المعرفية و الخطابات التي تستعمل ضمنها بل و قد تتعدد داخل
الخطاب الواحد، من هنا يتبلور مفهوم الشخصية كمفهوم إشكالي يقوم على
مفارقات و تقابلات تجعل حقيقة الشخصية يتجاذبها ما هو فطـري طبيعـي و ما هو
ثقافي مكتسب، و ما هو ذاتي فردي مع ما هو اجتماعي موضوعي، ما هو ثابت
بنيوي و ما هو متغير تاريخي، ما هو ظاهر و ما هو باطن خفي إضافة إلى قدرتها
على الفعـل بـدل الانفعـال و تطلعها إلى تحقيق حريتها و استقلالها بدل
خضوعها و امتثالها.
من خلال هذه التقابلات التي يتضمنها مفهوم الشخصية
يمكن طرح التساؤلات التالية: هل تتحدد الشخصية انطلاقا من المظاهر الخارجية
أم من خلال الواقع الباطني المستتر خلف القناع، هل يمكن تفسير و فهم
الشخصية بالاعتماد على نظام الشخص أم على مقومات النظام النفسي أم انطلاقا
من مقومات النظام الاجتماعي ؟
أم أن هذا الفهم و التفسير لا يستطيعان
استيعاب المحددات الأساسية للشخصية إلا إذا تم الأخذ بعين الاعتبار ترابط و
تكامل مجموع الأنظمة التي تتفاعل في تكوينها ؟
هل يملك الإنسان من
الحرية ما يجعله قادرا على اختيار شخصيته وفق النموذج الذي يتلاءم مع
تطلعاته و هل يستطيع تغييرها وفق ما يريده أم أنه محكوم (بحيثيات) بحتميات
محددة تشرط وجوده و تحدد بالتالي شخصيته.
الشخصيـة و أنظمـة بنـائها :
يمكن
النظر إلى الشخصية من زاويتين؛ فإما أن ينظر إليها من زاوية الفلسفة أو
زاوية العلوم الإنسانية، فالأولى تحصرها في ماهية الشخص و كيفية عمله كنظام
أما الثانية فتعتبرها نموذجا نظريا ينشأه العالم من أجل فهم و تفسير سيرة
الشخص و سلوكه من خلال أنظمة نفسية.
إن الفلسفة تطرح سؤالا أساسيا و
جوهريا ألا و هو ما الذي يجعل الشخص متميزا عن غيره من أنواع الموجودات
الأخرى ؟ إن هذا يدفعنا إلى البحث عن ما يحدد الشخصية كما تبلورت عبر
سيرورة الخطاب الفلسفي الديكارتي و التصور الكانطي و التصور الوجودي من
خلال وجهة نظر سارتر.
فما الذي يحدد الشخصية في نظر ديكارت ؟ و ما الذي يجعل من الإنسان جوهرا متميزا عن باقي الموجودات ؟
ينطلق
ديكارت من التساؤل عن ذاته و بذلك يبقى وفيا لمنهج الشك الذي اعتمده كطريق
لإنتاج الحقيقة و المعرفة، و يطرح السؤال من أكون أنا ؟ و يحاول الإجابة
عن هذا التساؤل انطلاقا من اعتبار الإنسان ذاتا تتكون من جسد و روح و بعد
ذلك يبحث في طبيعة كل منهما، فينتهي إلى أن الجسد من طبيعة مادية و يشترك
مع بقية الأجسام الأخرى في نفس الصفات، فهو يحتل حيزا معينا في المكان و له
أبعاد ثلاثة و لهذا لا يمكن الاعتماد عليه لتحديد الشخصية أو الشخص، أما
الروح فيعتبرها ديكارت فهي تتميز بخاصية أساسية ألا و هي الفكر، و على هذا
الأساس يكون الإنسان أولا و قبل كل شيء ذاتا مفكرة أو جوهرا مفكرا يعي
وجوده بما يجعله متميزا و مختلفا عن سائر الموجودات.
إذا كان الإنسان
يتحدد كجوهر مفكر يعي ما هو ثابت في وجوده و ما هو متغير و متحول، فشخصيته
ستعكس هذا الجوهر المفكر العاقل من خلال ممارسته لمجموعة من العمليات
الذهنية من شك و نقد و تحليل و تركيب و برهنة و استنتاج كل ذلك يمكن الذات
من إنتاج خطاب حول ذاتها له دلالة و معنى.
من هنا تتجلى أهمية إدراك
الذات في الشخصية الإنسانية خصوصا المستوى الواعي فيها، لكن إذا كان ديكارت
قد حدد قيمة الشخصية بمدى قدرة الإنسان على التفكير و غدراك ذاته بما هي
متميزة و مختلفة عن أشياء العالم الخارجي فما الذي يحدد قيمة الشخصية في
نظر كانط ؟
ينطلق كانط من أن هناك اختلافا في تحديد طبيعة العقل، فالعقل
النظري كما حدده ديكارت لا يعطي للإنسان أية قيمة فهو يشكل سيئا كمجموع
أشياء العالم الخارجي بل إذا نظرنا إلى الإنسان من زاوية العقل النظري فإن
ذلك سيؤدي إلى المفاضلة بين الناس كما لو كنا أمام تجارة البشر، و لكن
بمجرد أن ننظر إليه على أنه يتوفر على عقل أخلاقي عملي يصبح الشخص قيمة في
حد ذاته و يسمو على جميع الموجودات. فهو بالإضافة إلى كونه ذاتا مفكرة
يتوفر على إرادة حرة و يكون مسؤولا أخلاقيا و قانونيا على جميع (أخلاقه)
أفعاله، و ذلك ما يسمح له بأن يكون غاية و قيمة في ذاتها و هذا ما يشكل
كرامته، تعبر عن إنسانيته و تستوجب احترامها.
فإذا كان الحيوان يخضع فقط
لضرورات النظام البيولوجي، و يعيش مندمجا في المحيط الطبيعي فإن هذه
المقومات [ التفكير – الإرادة الحرة – المسؤولية ] هي ما يجعل الإنسان
متميزا عن الحيوان، و هي أساس كرامته، و تشكل في نفس الوقت قاسما مشتركا مع
بقية أفراد جنسه لكنها في نفس الوقت تفرض عليه واجبا أخلاقيا ألا و هو
التعامل مع جميع الناس على أساس الاحترام المتبادل للكرامة الإنسانية.
غير
أن هذا الوعي بهذه المقومات يتم بكيفية تدريجية و تـراكمية يتفـاعل فيهـا
نمو الفـرد و مكتسباته مع فعل التنشئة الاجتماعية و خلال هذا التفاعل يقوم
الاخر بدور أساسي في الكشف عن خبايا الأنا. إن هذا الآخر في صقل وعي
الإنسان بذاته، فيساهم هذا الآخر و يكشف حقيقتها خلف ما تتمظهر بنفسها و ما
تتوهمه كواقع لها. إن سارتر يجعل من الآخر شرطا أساسيا و ضروريا لإدراك
حقيقة الذات بل و شرطا لابد منه لوجودها، غير أن هذا الآخر قد يكون عرقلة
أمام تحررها و تحقيق جوهرها الذي هو الحرية.
تتحدد الشخصية من وجهة نظر
الخطاب الفلسفي باعتبارها مظهرا خارجيا يعكس حقيقة الشخص و جوهره، إنها نسق
أو نظام من العلاقات الدينامية التي تتفاعل فيما بينها، و بالأخص كيفية
وعيها من قبل الإنسان في علاقة مع الذات المفكرة أو الذات الأخلاقية أو في
علاقتها مع الغير إذا كانت الفلسفة تنطلق من التساؤل عن جوهر الشخص لتحدد
طبيعة الشخصية فإن العلوم الإنسانية تنطلق من الشخصية [ النموذج النظري
الذي ينشأه العالم ] لتحدد سيرة الشخص و سلوكه، إن الاتجاه السلوكي في علم
النفس يعتبر أن سلوكات الإنسان و تصرفاته إنما هي ناتجة عن تلك العلاقة بين
المثيرات الخارجية و الاستجابات الداخلية و هكذا إذا استطعنا أن نتتبع
سلوك شخص معين خلال مرحلة معينة من حياته فإننا نستطيع الكشف عن قدراته و
مقوماته و سلوكاته الحقيقية و ما يمكن أن يؤديه من وظائف لأن هذه السلوكات
ما هي في آخر المطاف و حسب تعبير "واطسن" إلا استجابات لمثيرات خارجية
الشيء الذي يسمح لنا في آخر المطاف بالتنبؤ بما يمكن أن يطرأ على الشخصية
من تغيرات كما يمكن توجيهها و التحكم فيها.
إن المدرسة السلوكية و
الاتجاه السلوكي اعتبرت الإنسان مجرد نظام طبيعي محكوم بالقوانين الطبيعية
المشتركة بين كل الظواهر، فالمدرسة السلوكية إذن لا تعطي أية أهمية للشعور و
اللاشعمر في تحديد الشخصية بينما ستحاول مدرسة التحليل النفسي إعادة النظر
في مختلف التصورات التي كانت سائدة حول الشخصية و ستعمل على تأسيس تصور
جديد لها، إنها ستنظر إليها كبنية دينامية معقدة يتعين النظر إليها في
كليتها و تفاعلها، فما هي الأسس التي يقوم عليها تصور مدرسة التحليل النفسي
؟
إن الشخصية في نظر فرويد تتكون من ثلاث مقومات أساسية تتفاعل
فيما بينها لتعطي لها طابعا خاصا فما هي هذه المقومات ؟ هناك الهو [ لقد
أعادت مدرسة التحليل النفسي للجسم الذي لم يعره ديكارت أي اهتمام في تحديد
الشخصية، كما سيعيد الاعتبار كذلك للأحلام و الحالات اللاشعورية التي
استبعدتها المدرسة الشعوري، إن أول المقومات التي تتكون منها شخصيتنا هو [
الهو ] الذي يتضمن كل الميول و الغرائز الفطرية و الموروثة و هو لا يخضع
إلا لمبدأ واحد؛ الحصول على اللذة و تجنب الألم، يعتبر فرويد أن هذه الميول
و الرغبات و الغرائز تتمحور كلها حول النوعة الجنسية أو ما يسمى بالطاقة
"الليبدية" التي تعبر عن نفسها بطرق لا واعية خلال معظم مراحل النمو الجنسي
يمر بها المولود، و هذه المرحلة هي المرحلة الفمية ذلك الفم يشكل وسيلة
الاتصال الأساسية مع العالم الخارجي خلال المراحل الأولى من حياة [ الهو
]المولود، لهذا يعتبر فرويد أنه في الوقت الذي يشبع فيه حاجته إلى الطعام
فهو في نفس الوقت طريقة لا واعية تليها بعد الفطام المرحلة الشرجية تليها
المرحلة القضيبية، و بعد ذلك يدخل مرحلة الكمون التي يختفي فيها الإشباع
اللاواعي ليحل محله الفضول المعرفي ذلك أن عالم المولود يتسع الكن في هذه
المرحلة 5 أو 6 سنوات يتعرض جنسه غما لعقدة أوديب أو عقدة إلكترا، فالطفل
يرى في أبيه منافسا له في أمه و البنت منافسة لهـا فـي أبيهـا، و غالبا ما
يتم الخروج من هذه المرحلة بسلام نظرا لطقوس التحريم في كل المجتمعات.
إلا
أن الكثير من الميول و الرغبات و الغرائز لا تجد طريقها إلى الإشباع و
التحقق ذلك أنها تتكسر على صخرة الواقع، فيبدأ في التشكل نوع من الوعي بأن
هناك ما يمكن إشباعه و ما لا يمكن إشباعه، فيبدأ في التشكل ما يعرف بالأنا
الذي هو جزء من الهو انفصل عنه تحت تأثير الواقع، إن الأنا يمثل ذلك الجانب
من شخصيتنا الذي نحيى به مع الآخرين و يتكون من أفعال و سلوكات إرداية
واعية و اخرى لا شعورية استطاعت أن تتكيف مع الواقع و تتلاءم معه بكيفيـة
مقبـولة اجتمـاعية، و تحت تأثير عملية التنشئة الاجتماعية و ما يكتسبه
البعض خلال عملية التربية و التلقين و التعلم يتشبع الأنا بالقيم الأخلاقية
و الدينية فينفصل جزء من الأنا ليشكل ما يسميه فرويد بالأنا الأعلى، إن
الأنا الأعلى يشكل مجموع القيم و العادات و التقاليد التي اكتسبها الفرد
فأصبحت جزءا من كيانه الداخلي و تمثل مرجعا لم يمكن الإقدام عليه أو
الإحجام عنه إلا أن فرويد يعتبر أن الشخصية الإنسانية تتحدد من خلال
العلاقة بين هذه المكونات الثلاث، فما طبيعة العلاقة بين هذه المكونات ؟