يجب أن علم أولا أن العين وغيرها لا تؤثر إلّا بإرادة الله و مشيئته و قد يعين الإنسان نفسه وقد يعين غيره، وقد يعن بغير إرادته و قد يصيب العائن من غير الرؤية كأن يكون أعمى أو كأن يكون المعيون غائبا و يوصف له من غير أن يراه، و قد تصيب العين من الإعجاب ولو بغير حسد وقد تصيب الين من الرجل المحب و من الرجل الصالح، لذلك يسن لمن و قع بصره على شيء يعجبه من نفسه أو أهله أو غيره أن يدعوَ بالبركة، فيقول: اللهم بارك.
قال ابن القيم: ( و نفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه و إن لم يره و كثير من العائنين يؤثر بالعين بالوصف من غير رؤية)(17)زاد المعاد
و يقول ابن القين أيضا: ( وأصله من إعجاب العائن بالشيء ثم تتعبه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين و قد يعين الرجل نفسه و قد يعين بغير إرادته و هذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني)(18) زاد المعاد
قال ابن حجر: ( و قد أشكل ذلك على بعض الناس فقال: كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون؟ ، و الجواب: أن طبائع الناس فقد يكون ذبك من سهم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون، وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال: إذا رأيت شيئا يعجبني و جدت حرارة تخرج من عيني ...، فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إن صادف البدن لا وقاية له أثر فيه، و إلّا لم ينفذ السهم بل ربما رُدَّ على صاحبه كالسهم الحي سواء)(19)فتح الباري