لَمّا طلب العلامة ابن الحاج القرطبي المالكي شيخَه الإمامَ عبد الله بن أبي جمرة الاندلسي المالكي أن يقرأ عليه، قال له:
ـ تترك القُضاة الأكابر الذين كنت تقرأ عليهم وتقرأ على أمثالنا؟
ـ فقال: عزَمْتُ.
ـ قال: استَخِر الله تعالى.
ـ قال ابن الحاج: فٱستخرت ثم جئته من الغد.
فقال: عزَمْتَ؟
قال ابن الحاج: نعم.
فقال ابن أبي جمرة: لا يخطر ببالك أنّك جلست بين يدي عالم، ولا أنّي عالَمٌ وأنت متعلِّم، ولكنّا قومٌ اجتمعنا نطلُبُ أحكامَ الله، فإن وجدنا الحق على لسان صبيّ من صبيان المكتب اتّبعناه.