اطفالنا ينتحرون

أطفالنا ينتحرون

جدت البارحة حادثة مؤلمة تمثلت في انتحار طفل عمره 14 سنة شنقا في غرفته هذا الطفل مر بظروف نفسية على اثر وفاة والده ذلك ان والدته لم تعره الاهتمام النفسي والمعنوي وكثيرا ما تلومه على اللعب ومزال حزنها على ابيه لم يجف بعد فمكان من هذا الطفل ان انتحر..
ذكرتني هذه الحادثة بحادثتين جدتا في قريتنا الأولى انتحار طفل في ثامنة في عمره بسبب خوفه من بطش ابيه حين يكتشف رسوبه في الامتحان فما كان من هذا الطفل أن صمم بعقله الصغير هذا العقل الذي لم يساعده على الدراسة وساعده في التخطيط لعملية انتحاره حيث تسلل من بيت عائلته ساعة غفلتهم في القيلولة حاملا معه حبلا واتجه الى احد المنازل المهجورة واضعا حدا لحياته والحادثة الثانية كانت لفتاة في عمر الزهور عمرها تسعة سنوات جميلة مبتسمة مازلت اتذكر شعرها الاشقر وظفائرها الطويلة مازلت اتذكر كيف كنت اعطيها دروسا خصوصية فتظل كامل الوقت تضحك رفاقها ومازلت اتذكر عيناها الباكيتان عندما توفيت امها وهي تنظر تارة الى الناس ينتحبون من حولها وتارة الى اخوتها وهم في حالة اغماء ثم اذا هي ملت منظرهم قفزت تجري مع الأطفال للعب والضحك لم اكن ادري أنه في نفس المكان سنبكيها ذلك ان المسكينة لم تتحمل غضب والدها عليها فما كان منها ان اتجهت نحو المطبخ واخفت كميات من الادوية وتناولتها تاركة وراءها الحزن والالم.
لمذا ينتحر اولادنا ؟سؤال سيظل محيرا فكيف لأولادنا التخطيط والتصميم والتنفيذ ماهي الأسباب ؟هل ان السبب هو وسائل الاتصال الحديثة حيث ان مشاهدتهم لأفلام ومشاهد عن الانتحار هي من تقودهم الى تجربة العملية ..واين دور العائلة ؟هل انهم المسؤولون امام شقاوة اطفالهم أم انهم هم الضحايا ؟فلا اظن أن هناك اب أو ام انتحر فلذة كبدهم سينعمون بالعيش بعد فقدانهم لهم ..
حفظنا واياكم وحفظ اكبادنا من سوء المنقلب في المال والأهل والولد..

وإنما أولادنـــــــــــا بيننـــــــــــــــا
أكبـــــــــــادنا تمشي على الأرض
إن هبــــــــــت الريح على بعضهم
لم تشــــــــــــبع العين من الغمض