من أعظم النعم التي يُنعم الله بها على عباده أنه يرزقهم الطعام، وقد ذكر الله عز وجل هذه النعمة على وجه الخصوص حين امتنَّ على قريش بنعمه، وحين أمرها بعبادته؛ قال تعالى: {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ، إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 1-4]، فالإطعام من جوعٍ نعمة كبيرة تستحقُّ الحمد والشكر، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سُنَّة خاصة في هذا الشأن، فقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ. غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
فانظر إلى عظيم فضل الله عز وجل الذي رزقنا الطعام، فلما حمدناه عليه زادنا فضلاً بأن غَفَرَ لنا ما تَقَدَّم من ذنوبنا، فلْنحفظ هذا الدعاء، ولْنحرص على ترديده بعد كل طعام، فإن فيه خيري الدنيا والآخرة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
بقلم الدكتور راغب السرجاني