بسبب الفارق الزمني الكبير بيننا وبين أطفالنا قد لا نوفق في أحيانا إلى إدارة حوار ناجح معهم، ويترتب على ذلك عدم فهمهم
وأحياناً الحيرة في التعامل معهم ، وكثرة الجهل بالدوافع وراء تصرفات وسلوكيات الطفل الذي يعيش في عالمه الخاص ،
والتي من الصعب أحيانا فهمها، هناك خمسة أفكار بإمكانك أن تتبناها في الحوار مع طفلك جربها في بيتك إن كنت أبا ، وفي
مدرستك إن كنت مدرساً وأنا متأكد اخواني أخواتي أنكم ستجدون نتائج ناجحة ، وستلحظون المنحى الإيجابي في
حواركم مع أطفالكم
استعمل مع طفلك أسلوب الموافقة بدلا من إنكار المشاعر
(يأتي الطفل إلى الأب ويكون هذا الحوار السلبي )
الطفل : جرحت إصبعي أثناء اللعب
الأب : تستاهل من قال لك أن تلعب بالأدوات الحادة .
الطفل : همهمة وبكاء .
الأب : لا تبكي هذا خدش بسيط .
(الآن استمع إلى الحوار الإيجابي )
الطفل : جرحت إصبعي أثناء اللعب
الأب : صحيح أووه دعني أرى ..ممم
الطفل : نعم قفزت ووقعت بقوة .
الأب : الحمد لله على سلامتك هيا أكمل لعبك
التعليق : (الانتقال من موقعنا إلى موقع الطفل في تفهم مشاعره يضفي للطفل شعوراً بالدعم والمساعدة ، الطفل ترك البكاء و تفاعل مع أبيه بعدما لمس منه الإصغاء والاهتمام )
تفاعل مع مشاعر الطفل وأعطها اسماً بدلاً من الشّرح والمنطق
(استمع إلى الحوار السلبي )
الطفل : أريد كيكة بالكاكاو الآن .
الأب : لا يوجد لدينا كاكاو الآن ولكن غداً إن شاء الله
الطفل : أريد كيكة ... أريد كيكة
الأب : قلت لك غداً ، ألا تعلم أن الوقت متأخر الآن لنشتري لك الكيك
الطفل : هيء....هيء بكاء الطفل .
(استمع إلى الحوار الإيجابي )
الطفل : أريد كيكة بالكاكاو الآن
الأب : أنت جوعان صح .
الطفل : صح
الأب : والكيكة لذيذة وحلوة صح .
الطفل : صح
الأب : من أين يشترونها ؟
الطفل : من البقالة
الأب : والبقالة فيها ألعاب صح
الطفل : نعم مثل الألعاب التي في غرفتي
الأب : في غرفتك جميل أين هي أريد أن أراها .
التعليق : لاحظ الحوار أخذ شكلا آخر وهذا إبداع من المحاور والطفل يستجيب للكلمات التي تعبر عن معاناته وما يعتلج في
نفسه فتسهل قيادته .
عندما ترغب أن يفعل الطفل شيئاً استعمل الدمى بدلاً من التوجيه المباشر
( استمع إلى الحوار السلبي )
الأب : هيا يا بني حان موعد العشاء
الطفل : لا أريد أن آكل أريد أن ألعب
الأب : لقد قلت لك اللعب ممنوع يجب أن تأكل
الطفل : لا أريد ...بكاء ...
(استمع إلى الحوار الإيجابي )
الأب : هيا يا بني الدبدوب الصغير يريدك أن تأكل معه .
الطفل : هو يريد أن يأكل .
الأب : نعم انظر كيف جلس الدبدوب الصغير وانظر إلى اللقمة الكبيرة
الطفل : ماذا يقول الدبدوب
الأب : يقول إن الطعام لذيذ جداً
الطفل : صحيح أنا أريد أن آكل أيضاً .
التعليق: تذكر .. إن الطفل يستجيب لمن يحب لا إلى من هو قدوة ، وإن من أحب الأشياء لديه ألعابه ، وبإمكانك أن تعد تمثيلية رائعةً مليئةً بالحوار البناء ، والأخلاق ، والتصرف السليم من خلال الدمى التي يلعب بها طفلك ، تستعمل بعض الأمهات أسلوب الاستشهاد بطفل آخر للمقارنة والتحفيز كالأخ أو ابن الجيران أو ابن الخالة أو العمة ولكن بسبب الغيرة قد لا يستجيب طفلها لما تريده الأم فتحدث نتائج عكسية وعموما المقارنة بين الإخوة ليست بالضرورة طريقة جيدة للتحفيز والدمى فكرة أفضل .
صف المشكلة بدلاً من التوبيخ المباشر وستحصل على نفس النتيجة
( استمع إلى التوجيه السلبي )
حامد أدار مفتاح إضاءة دورة المياه وخرج دون أن يغلقه ، يراه الأب فيقول موبخا : كم مرة قلت لك أ طفئ ضوء الحمام بعد
أن تستخدمه .
(استمع إلى التوجيه الإيجابي )
حامد أدار مفتاح إضاءة دورة المياه وخرج دون أن يغلقه ، يراه الأب فيقول : حامد ما زال ضوء الحمام مضاء .
التعليق : بهذه الطريقة أنت تنجح في لفت انتباه طفلك نحو خطئه دون الحاجة إلى إحراجه ، وتقريع ذاته ، إضافة إلى تحفيز
عقله نحو الحل دون إعطائه إياه مباشرة .
أعط معلومات عن المشكلة بدلا من الملاحقة والتأنيب
صالح أخرج الحليب الطازج خارج الثلاجة ، وشرب منه ولم يرجعه مرة أخرى
(التوجيه السلبي )
من شرب الحليب وترك العلبة خارج الثلاجة؟
(التوجيه الإيجابي )
يا بني يصبح الحليب فاسداً إذا بقي خارج الثلاجة
التعليق : بهذه الطريقة تحصل على نفس النتيجة من استجابة الطفل عند التحدث معه من زاوية أخرى .
ان الإنسان عندما يحزن فإنه ينظر للأسفل ، أو الذي يبكي تجد عينيه متجهتين للأسفل ، وكذلك الطفل فإذا رأيت طفلك غارقاً في البكاء فإن التوجيه السليم للتخفيف من حالته أن توجه نظره للأعلى مثل أن تقول له أنظر إلى النجوم ، أو هل رأيت الطائر هناك ، ستتعجب عندما ترى طفلك قد وجد صعوبة في إكمال بكائه وذلك كلما نظر للأعلى .
من أفضل الاقتراحات لتوجيه طفل ما لكي تكون الكلمات أكثر تأثيرا :
1 هو أن تكون قامتك في مستوى قامة طفلك أثناء التوجيه .
2 لمسه أثناء الحوار ، بوضع كفك بكفه ، أو بوضع كفك على كتفه ستجد أن مدى تقبل طفلك لكلامك سيكون قويا .
أمر آخر أود إضافته هنا وهو الإبحار مع الطفل في الحوار الخيالي معه ، يأتي الطفل وقد رسم بقرة تطير فوق الغيوم ، وحبا بأبيه يريه إياها ، كثير من الآباء تكون ردود أفعالهم منطقية ناضجة مثل أن يقول لابنه يا بني ما هذا الذي رسمت ؟ خطأ ،
الأبقار لا تطير وإنما تمشي على قوائمها الأربعة ، وكأن الطفل مثلك أيها الأب يفكر بطريقة حقيقية عاقلة، ربما لا تعلم أخي الأب أختي الأم إن أخصب فترات الخيال لدى الإنسان هي فترة طفولته ، والطفل لا يفرق بين الحقيقة والخيال ، والأفضل في هذه الحالة أن تشجع طفلك على ما صنع ، وتزيد عليه فتقول وأين الأسد ؟ لماذا لم يحلق مع البقرة ، وفي صحيح البخاري أنه
مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعائشة وكانت صغيرة وهي تلعب بفرس له أجنحة فضحك منها وأقرها . وإذا جاريت خيال طفلك اقتربت منه .