تعد باقة "كنال بلوس" واحدة من أقدم الباقات الفضائية التي كانت تثير اهتمام الجزائريين، في وقت لم تكن فيه هنالك باقات عربية تلبي رغبات المشاهدين،
على غرار قناة "الجزيرة الرياضية" حاليا، حيث تملك هذه الباقة مكانة خاصة عند التونسيين الذين أبدوا رغبتهم في عودة الباقة الفرنسية إلى السوق التونسية التي تعد واحدة من أكبر الأسواق العربية، نظرا لخصوصية المجتمع التونسي القريب جدا من "الفرانكوفونيا"، وكذا قدرة التونسيين على فهم اللغة الفرنسية، وهو ما من شأنه أن يساعد باقة "كنال بلوس" على كسر هيمنة الباقة القطرية التي تسيطر على الأخضر واليابس، خاصة في ظل المشاكل الأخيرة التي حدثت بين التلفزيون المحلي و"البرتقالية".
مشكل التونسيين يكمن في الأسعار المرتفعة للباقة الفرنسية
ومن بين الأمور التي تشكل عائقا في وجه إقبال التونسيين على الاشتراك في باقة "كنال بلوس" الفرنسية هو السعر الكبير الذي تباع به بطاقات الاشتراك في السوق المحلية، الأمر الذي بقي من أبرز المشاكل التي تسببت في عدم تسجيل مبيعات كبيرة لبطاقات الاشتراك في تونس ، رغم وجود محلات كبيرة خاصة بتسويق الباقة الفرنسية التي باتت مطالبة بمراجعة إستراتيجيتها في سوق شمال إفريقيا التي تبقى من بين الأسواق التي تهتم بمتابعة القنوات الفرنسية، خصوصا الرياضية منها، وذلك للعودة بقوة لمنافسة القطريين.
تجربة "كنال بلوس المغرب العربي" الفاشلة سبب ترد الفرنسيين
ومن بين أهم العوامل التي تجعل إدارة باقة "كنال بلوس" تتردد في العودة إلى سوق شمال إفريقيا هي التجربة الفاشلة التي سجلتها في أعقاب قيامها بإنشاء باقة مخصصة لسكان المغرب العربي، حيث لم تدم الباقة طويلا، بالنظر إلى عدم حصولها على اهتمام كبير من قبل الجزائريين، المغاربة والتونسيين، وذلك بسبب عدم قيامها بنقل الأحداث الرياضية واكتفائها بالقنوات الخاصة بالأخبار والأفلام، إضافة إلى الأشرطة الوثائقية، كما أن سبب عدم قيامها بوضع قنوات رياضية يعود بالدرجة الأولى إلى قضية الحقوق الرياضية المملوكة للباقات الرياضية العربية.
بطاقة اشتراك لشمال إفريقيا على قمر "أسترا" ستكون من أفضل الحلول
كما توجد العديد من الحلول التي يمكن من خلالها دخول "كنال بلوس" إلى السوق التونسية ، حيث بإمكان إدارة الباقة توفير بطاقة اشتراك مخصصة لسكان شمال إفريقيا، يمكن من خلالها متابعة الباقة الفرنسية على قمر "أسترا" الأوروبي، إذ سيكون ذلك ضربة موجعة للباقات العربية التي أصبحت تحتكر الدوريات الرياضية بطريقة أقل ما يقال عنها أنها مخزية ولا يمكن لأي شخص أن يقبل بها، ودخول "كنال بلوس" بإستراتيجية جديدة تستطيع استقطاب الجماهير الرياضية في شمال إفريقيا بإمكانه أن يقلب الطاولة على الباقات العربية، خصوصا في ظل قيام أغلبيتها باشتراط استخدام أجهزتها الخاصة لمتابعة قنواتها.