::محنة الإمام مالك ::
::محنة الإمام مالك ::
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعرض الإمام مالك رحمه الله لمحنة شديدة لروايته حديث ثابت بن قيس: "ليس على مستكره يمين" فرأى الخليفة و الحكام أن التحديث به ينقض البيعة، إذ كانوا يُكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند البيعة، و بسبب ذلك ضُرب بالسياط و انخلعت كتفه.
وقد اختلف المؤرخون في سبب نزول هذه المحنة
قال القاضي عياض السبتي رحمه الله: " قال ابن مهدي: اختلف فيمن ضرب مالكاً، وفي السبب في ضربه، وفي خلافة من ضُرب".
فرجح بعضهم أنه كان يحدث بحديث: "ليس على مستكره يمين". وقد كان العلويون والذين خرجوا مع محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم يدّعون أن بيعة المنصور قد أخذت كرها، فاتخذوا هذا الحديث ذريعة لإبطال البيعة، فنهاه والي المدينة بإسم المنصور عن أن يحدث به، ثم دس عليه من يسأله عنه،فحدّث به على رؤوس الأشهاد. فلما بلغ ذلك والي المدينة جعفر بن سليمان دعا مالكً، فاحتج عليه بما رُفع إليه "ثم جرده ومده فضربه بالسياط، ومُدت يده حتى انخلعت كتفُه.
-ويذكر الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه بعد ضرب الإمام مالك أمر جعفر بن سليمان أن يطاف به في المدينة، فيقول:"لما ضُرب ـ مالك ـ حُلق وحُمل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك، فقال: "ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء"، فبلغ ذلك جعفر بن سليمان الأمير فقال: "أدركوه، أنزلوه".
وحمل مغشيا عليه إلى بيته.
-قال مطرف: فرأيت آثار السياط في ظهره، قد شرحته تشريحاً، وكان حين مدوه في الحبل بين يديه خلعوا كتفه، حتى ما كان يستطيع أن يسوي رداءه.
-قال إبراهيم بن حماد إنه: "كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى".
-وقال الجياني: "بقي مالك بعد الضرب مطابق اليدين، لا يستطيع أن يرفعهما، وارتكب منه أمر عظيم، فو الله ما زال مالك بعد ذلك الضرب في رفعة من الناس وعلو وإعظام، حتى كأنما كانت تلك الأسواط حلياً حلي بها".