قال تعالى في محكم تنزيله : ( وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذلكم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدِّين كلِّه، فبلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حقَّ جهاده، اللَّهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهديه وسلك سبيله إلى يوم الدِّين.
أما بعد (فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) [متفق عليه] و قد ثبت عن النبي أنه قال: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) [متفق عليه]
وقال في حديث آخر: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه الترمذي وبن ماجة وأحمد والدارمي وأخرجه القاضي عياض في الشفاء عن العرباض بن سارية وزاد فيه : [ وكل ضلالة في النار ] .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها و من المعلوم أن العبادات توقيفية فمن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه بشيء لم يعلمه الصحابة فقد كذب ومن زعم أن بعض البدع ممن لم يقم به الصحابة و لا التابعين خير فقد كذب فعلى المسلم التحري وإتباع سنن النبي وأصحابه و هو القائل
فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي) [متفق عليه] والحذر الحذر من محدثات الأمور فما من خير إلا بينه لنا النبي وإجتهد لنا في النصحية حيث قال:
(إنَّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم ) رواه مسلم
وهذا رد على دراويش الصوفية ممن يزعمون العلم اللدني وأخذهم عن الله مباشرة أو عن رسوله وأحدثوا بدعا لم يعرفها السابقون الأولون ولا هي من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم