الحزن الممنوع والحزن المشروع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في [ مجموع فتواه ] :
[ وأما " الحزن " فلم يأمر الله به ولا رسوله
بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين
كقوله تعالى : {
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين
}
وقوله : {
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
}
وقوله : { ذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }
وقوله : { لَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}
وقوله : { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ } وأمثال ذلك كثير .
وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة .. فلا فائدة فيه
وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به
نعم لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم .. كما يحزن على المصائب
وقال صلّ الله عليه وسلم :
{ تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب }
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2931
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومنه قوله تعالى :
{ وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم } .
وقد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه
فيكون محمودا من تلك الجهة لا من جهة الحزن
كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموما
فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك
ولكن الحزن على ذلك
إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة نهي عنه
وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه من جهة الحزن
وأما إن أفضى إلى ضعف القلب واشتغاله به عن فعل ما أمر الله ورسوله به
كان مذموما عليه من تلك الجهة .. وإن كان محمودا من جهة أخرى .]
انتهى كلامه رحمه الله