إن سبيل سعادتكِ يكمن في صفاء معرفتِك ونقاء ثقافتِك ،
وهذا لا يحصلُ بالقصص الرومانسيةِ الخياليةِ التي تَجُرُّ القارئَ إلى الخروجِ من واقعه والذهاب بعيداً عن عالمه ،
وقد تجدين فيها أحلاماً ورديةً ،
وخمرةَ أوهامٍ مسكرة ،
ولكنَّ ثمارها إحباطٌ وانفصامٌ في الشخصية ،
وكآبةٌ قاتلةٌ ،
بل ما هو أخطر من ذلك ؛
كقصص ( أجاثا كريستي ) التي تعلِّم الخداعَ والجريمةَ والنهبَ والسلبَ ،
وقد طالعتُ سلسلة ( روائع القصص العالمي ) وهي مترجمات منتقاة من القصص الخلاَّبة، والحائزة على جائزة نوبل ، فألفيتُها مشوبةً بكثيرٍ من الأغلاط الكبرى والحماقات .
فحُقَّ على كلِّ راشدةٍ أن تطالع التراث القصصي الراشد : مثل كتب الطنطاوي والكيلاني والمنفلوطي والرافعي وأمثالهم ، ممن لديه طهرٌ ، وعنده ضميرٌ حيٌّ ، ويحمل رسالة واعيةً ،
وإنما ذَكرْتُ هذا ؛ لأنني حَرِصتُ على نقاءٍ لوثةِ الأجنبي ، وسمِّ المنحرفِ ، وغثاءِ التافهين ، فكم من ضحيّةٍ لمقالةٍ ، وكم من قتيلٍ لروايةٍ ، والله الحافظ .
وعلى كلِّ حال ، فلا أَجَلَّ ولا أحسنَ من قصص الله في كتابه ، ورسوله في سنته ، والتاريخ المجيد للأبرار من الخلفاء والعلماء والصالحين، فسيري على بركةِ الله ،
فأنتِ السعيدةُ بما عندكِ من دين وهدى، وبما لديكِ من عقيدةٍ وميراث .
أهلاً بك ..
مصـلِّيةً صــائمةً قانتـةً خاشـعة .
أهلاً بك ..
متحجبـةً محتشـمةً وقـورةً رزينـة .
أهلاً بك ..
متعلمـةً مطلعـةً واعيـة راشــدة .
أهلاً بك ..
وفيَّـةً أمنيــةً صـادقةً متصـدقة .
أهلاً بك ..
صـابرةً محتسـبةً تائبــةً منيـبــة .
أهلاً بك ..
ذاكـرةً شـاكرةً داعيـةً واعيــة .
أهلاً بك ..
تابعـةً لآسـية ومـريم وخديجــة .
أهـلاً بك ..
مربيـةً للأبطـال، ومصنعاً للرجـال .
أهلاً بك ..
راعيـة للقـيم، حافظـةً للمُثــل .
أهـلاً بك ..
غيورةً على المحارمِ، بعيدةً عن المحرماتِِ