لماذا أشعر الوحدة حتى وأنا بين الناس؟ د.مها فؤاد

لماذا أشعر الوحدة حتى وأنا بين الناس؟ د.مها فؤاد

لماذا أشعر بالوحدة حتى وأنا بين الناس؟

أنتبه ..... هذا حديث نفسى سلبى ..

أستطيع أن أجلس مع مجموعة من الأصدقاء، نتحدث ونضحك ونقضي وقتا رائعا ولكن بطريقة أو بأخري أشعر وكأنني لست هناك في الواقع يبدو الأمر وكأنني منفصل عن نفسي عندما أتحدث أشعر وكأنني شاهد على كلماتي وكأنني كنت أراقب نفسي على شاشة لا أشعر أبداً بأنني أمتع نفسي تماماً. وكأنما هنالك شيء ما مفقود، وذلك الشيء يبدو أنه أنا.ضعف التقييم الذاتي يفسر غالباً على أنه إحساس بضعف الحضور المادي. فانت تشعر وكأنك شاهد على نفسك بسبب وجود فراغ في الداخل يتركك غير راضياً. إن انعدام الغاية في حياتك يجعل من الصعب بالنسبة لك أن تنتمي للناس الآخرين، لأنك لا تمتلك إثباتاً بمن تكون وماذا تناصر بدون رؤية واضحة، ومرتكز ,فأنت تشعر بأنك شيء عابر وسطحي.عكس ذلك هو صحيح أيضاً فأي شخص يشعر بالقوة والثقة غالباً ما يكون لديه أحساساً بكونه أضخم بدنيا ويشغل مساحة واهتماماً أكثر من المشوق أن أولئك الأشخاص غالباً ما يقدَّر أنهم أطول مما هم فعلياً ويوصفون بأنهم يشغلون " حضوراً كبيراً ".يوجد غالبا شعور بالعزلة لأنك تشعر بأنك وحيد حتى عندما لا تكون كذلك ونظراً لأنك لا تستطيع الاتصال مع نفسك فربما تجد صعوبة بالانتماء إلي الآخرين عند المحادثة تشعر أن الناس في الواقع لا يصغون إليك وكثيراً ما تشعر بأنك مهمش وغير مقدر في علاقاتك الشخصية والمهنية بالرغم من أنك تتلهف للإهتمام والإطراء فأنك تشعر أنك لا تستحقهما.قد توصف بالمهمل وغير المنظم أن نقص الحضور المادي يعني أنك تتحرك بقلق خلال عالمك لأنك تفتقر إلي إدراك نفسك وعلى العكس فالشخص الواثق والآمن يتحرك بسرعة ويقين.غير لغة جسدك. إذا شعرت بانك غير مرئي وصغير وغير مهم بين الناس الآخرين الاحتمالات هي أن لغة جسدك تعزز ذلك أي شخص يحتمل أن تنجذب إليه أكثر: شخص يقف منتصباً وطويلاً، ويتحدث بوضوح وينظر إلي الآخرين مباشرة في وجوههم، أم شخص ينحني ويتمتم بشكل غير مترابط ويتجنب التقاء النظرات؟ بشكل طبيعي إذا قدمت نفسك وكأنك " أحدب نوترادم " فإن الناس سيستجيبون لك بتلك الطريقة ويشعرون بالانزعاج في حضورك فذلك سيخلد حلقة رديئة تعطيك تغذية راجعة لتعزز رأيك السيء, والموجود سابقاً عن نفسك.أهرب من هذه الحلقة مباشرة، ببساطة عن طريق تغيير طريقة وقوفك وكلامك وتنقلك حول الناس تدرب على ذلك بنفسك أولاً قدر ما تحتاج إلي أن تبدأ بالشعور بالراحة أكثر بوضعية وقفتك الجديدة الواثقة ثم قم بتنفيذ ذلك مع واحد أو أثنين من الأصدقاء المقربين أو من أفراد العائلة ثم مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء وبالتدريج قم بزيادة " دائرة تأثيرك " وستجد أن الثقة بالنفس تشبه الشجرة الظليلة في صحراء حارة – كل شخص يريد أن يكون قريباً منك.عزز تقديرك لذاتك. السبب وراء العزلة المألوفة هو نقص تقدير الذات، لذا اجتهد في حل هذه المشكلة مباشرة. يوجد أيضاً تدريبات يمكنك أن تقوم بها بنفسك كعمل قائمة متجددة المعلومات للأشياء التي تحبها أكثر في ذاتك وإلصاقها على مرآتك ( أنظر في غير لغة جسدك). إبدأ بدفتر يوميات وفي نهاية كل يوم لاحظ ما هو الشيء الذي فعلته وتشعر بالفخر لإنجازه بعد مرور شهر واحد فقط، إذا عدت وراجعت الصفحات، فأنا أتوقع أنك ستذهل كم أنت شخص رائع فعلاً.حسن مهاراتك في المحادثة. كما في تقدير الذات يوجد عدد من المصادر يمكنك الاستفادة منها لأجل ذلك، كورشات عمل الاتصالات وتوكيد الذات ودورات تعليم الكبار ومن الواضح أن هذا هو نموذج للمهارة التي يمكن تنميتها على أحسن وجه من خلال التدريب اليومي وليس عن طريق التفكير بها. ابحث عن صديق يكون راغباً أيضاً في التمرين لصقل مهارات المحادثة والاستماع وتعاهدا على مساعدة بعضكما البعض على أساس منتظم.قرر من أنت وأي نوع من الأشخاص تريد أن تكون. أن تشعر بالوحدة يعني ان تكون بدون هدف وبدون معرفة من تكون,لا يوجد شيء ترتبط به قم ببعض تحليل الذات أوجد ما الذي تريد أن تحققه في حياتك ثم ابدأ بالتحرك في ذلك الاتجاه.

رأيكم يهمني. مع تحيات مها فؤاد (مطورة الفكر الإنساني)