سقوط الاتحاد السوفياتي وأثره على العالم الثالث.
سقوط الاتحاد السوفياتي وأثره على العالم الثالث.
بانهيار المعسكر الشيوعي انتهت الحرب الباردة وسقط الاتحاد السوفياتي وانتقل العالم من الثنائية القطبية إلى الأحادية وبذلك تحول الصراع من شرق غرب إلى شمال جنوب والذي سيكون له اثر كبير على العالم الثالث حيث وجدت دوله نفسها في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية الساعية إلى فرض هيمنتها على العالم وتكريس استعماره و تبعيته لها من خلال رفعها للشعارات التي يقوم عليها في الظاهر النظام الدولي الجديد وهي :
أ)- الديمقراطية: بفرض الإصلاحات الديمقراطية وبالتالي دمقرطة العالم الثالث ومحاربة الأنظمة الفردية و الشمولية والديكتاتورية بالمفهوم الأمريكي و التي تعارض هيمنتها مثال : بنما- العراق - أفغانستان -الصومال
ب)- حقوق الإنسان : التدخل في الشؤون الداخلية للدول غير المنصاعة لاملاءاتها لاعتبارات إنسانية مثل مشكل الأقلية الكردية في العراق و المسيحيين و الأفارقة في دارفور بالسودان وكذا التمييز العنصر في جنوب إفريقيا أو من خلال حرية التعبير – حرية الصحافة – حرية العبادة و التسامح الديني .
ج- حماية الأقليات :مثل الأكراد في العراق- سكان تيمور الشرقية المسيحيين في اندونيسيا و غيرها في العديد من البلدان .
د)- هيمنة المؤسسات الاقتصادية و المالية: من خلال تطبيق الليبرالية الاقتصادية أي فرض تبني النظام الرأسمالي و العولمة الاقتصادية على دول العالم الثالث عن طريق الضغط عليها عبر المؤسسات الاقتصادية و المالية العالمية ( صندوق النقد الدولي fmi و البنك العالميbird و المنظمة العالمية للتجارة omc ) بإيعاز من الو ،م،أ في شؤون الدول المحتاجة لهذه المؤسسات و تفرض شروطا قاسية لا تتلاءم مع أنظمة حكمها حول التسيير الاقتصادي و المالي.
ه)- المديونية: التي تعتبر أحد مظاهر الهيمنة عن طريق صندوق النقد الدولي ، وفرض شروط قاسية على الدول المدينة ومن خلال استغلال مديونيتها الضخمة وربط تقديم المساعدات لها بفتح الطريق أمام شركاتها المتعددة الجنسيات وتقديم تنازلات سياسية ( الاعتراف بإسرائيل المشروط على الدول العربية ) و عدم الاعتراض على هيمنتها على العالممما أدى إلى :
**التدخل في الشؤون الداخلية ، وفقدان حرية القرار السياسي .
**حدوث الاضطرابات الداخلية ، الناجمة عن تسريح العمال وتحرير الأسعار و غلاء المعيشة .
**اتساع هوة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين دول الشمال والجنوب.
و)- المنظمات الدولية: ( الأمم المتحدة و مجلس الأمن و ما يتبعهما من أجهزة) تستخدمها الولايات المتحدة و الدول الكبرى لإضفاء الشرعية على تدخلاتها حيث أصبحت أدوات في يدها تمرر عبرها كل القرارات التي تخدم مصالحها مع تغيب كلي للعالم الثالث في صناعة قواعد السياسة الدولية خاصة مع ضعفه الاقتصادي وعدم استقراره السياسي.
ي)- المنظمات غير الحكومية: مثل حركة السلام الأخضر –منظمة العفو الدولية – الصليب الأحمر الدولي . وهي منظمات عالمية اغاثية غير سياسية موظفوها متطوعون من كل الدول و تنشط في كافة الميادين ذات الطابع الإنساني كالبيئة و الإغاثة و حقوق الإنسان و الطفولة خاصة في دول العالم الثالث و تقوم الدول الكبرى باستغلالها للتجسس و إثارة المشاكل و النزاعات والتحريض كما و تتخذ تقاريرها كأوراق ضغط و وسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم الثالث ( دورها في إقليم دارفور)
نتيجة لسياسة الو.م.أ وحلفائها في تكريس الاستعمار و التبعية أدى ذلك إلى خلق أزمات إقليمية ومشاكل داخلية وطنية أو حدودية في العالم الثالث أهمها:
أ)- الأزمات الاقليمية:
حرب الخليج الثانية 1990-1991م : كانت هذه الحرب أول تجسيد لبروز النظام الدولي الجديد ولهيمنة الو م أ على العالم حيث اندلعت حرب الخليج الثانية بعد غزو العراق للكويت في 2 أوت 1990 حيث تشكل تحالف دولي بقيادة الو م أ أعلن الحرب على العراق في جانفي 1991م.
أهدافها المعلنة: **تحرير الكويت و تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية و حماية الأقلية الكردية و الشيعة و إسقاط النظام الديكتاتوري.
أهدافها الخفبة: السيطرة على بترول العراق وبالتالي كل ثروة المنطقة .//** ضرب قوته الاقتصادية و العسكرية . //**حماية أمن إسرائيل وكل حلفاء الو م أ . //**إنهاء حالة الركود الاقتصادي الأمريكي ( الصناعة الحربية ) .//** إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط . //**استخدام المنظمات الدولية لما يحقق مصالحها .//** فرض تسوية للقضية الفلسطينية وفق المصالح الاسرائلية .//**منع قيام اى محاولة من دول العالم الثالث للخروج من الهيمنة الأمريكية أو الوقوف في وجهها .//** وقد اكتملت خطة هذه الحرب باحتلال العراق سنة 2003.
انعكاساتها:
التمزق العربي
تشتت القضية الفلسطينية و ضياعها .
فرض السيطرة الأجنبية و الأمريكية خاصة على ثروات المنطقة العربية.
تفاقم التبعية الاقتصادية و مشكلة الديون الخارجية.
تفاقم المشاكل الاجتماعية و الاضطرابات الداخلية .
بروز دور الأمم المتحدة التي أصبحت أداة طيعة في يد الولايات المتحدة، والذي تجسد في سلسلة القرارات التي أصدرها مجلس الأمن والتي أعطت الشرعية الدولية للتحرك ضد العراق.
مشاكل الحدود :- الهند و باكستان – العراق و الكويت – إيران و العراق- إثيوبيا و اريتريا .
ب- الأزمات الوطنية:
بروز التعددية السياسية : الدخول في عهد التعددية السياسية عن طريق ضغوط داخلية و خارجية ومع نقص التجربة في الممارسة أدى كل ذلك إلى بروز جملة من الظواهر السلبية منها :
المأساة الوطنية في الجزائر منذ دستور 23 فيفري 1989 الذي يسمح بإنشاء الأحزاب السياسية مما نجم عنه اضطرابات داخلية مختلفة .
تشكل تيارات سياسية معارضة استخدمت أساليب العنف للمطالبة بالحرية و الديمقراطية
وصول أنظمة حكم عميلة وحامية لمصالح الو م ا و الغرب
حدوث ونشوب صدامات و فتن وحروب أهلية بين مختلف طوائف المجتمع أو بين أنظمة الحكم و المعارضة – الصومال – أفغانستان – الكونغو الديمقراطية- زيمبابوي .
_