منتديات ابو الحسن التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمي ترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القول إن:" أصل و أساس الحقيقة هو المنفعة " كيف يمكن لك تهذيب هذا الموقف ؟ شعبة علوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dj karima

dj karima


المساهمات : 3639
تاريخ التسجيل : 22/09/2011
العمر : 35
الموقع : بلدية وادي الفضة ولاية الشلف

القول إن:" أصل و أساس الحقيقة هو المنفعة " كيف يمكن لك تهذيب هذا الموقف ؟ شعبة علوم Empty
مُساهمةموضوع: القول إن:" أصل و أساس الحقيقة هو المنفعة " كيف يمكن لك تهذيب هذا الموقف ؟ شعبة علوم   القول إن:" أصل و أساس الحقيقة هو المنفعة " كيف يمكن لك تهذيب هذا الموقف ؟ شعبة علوم I_icon_minitimeالسبت أبريل 09, 2016 12:28 pm

17_
الطريقة (جدلية )
إن مسألة الحقيقة من البحوث الشائكة التي تطرق إليها الإنسان و إهتم بها منذ نزوله على وجه الأرض بدافع فضوله المعرفي أو تطلعا لكشف المجاهيل ، فمشكلة الحقيقة في واقع الأمر لا يمكن تصورها إلا إذا رجعنا إلى الإنسان الذي يتعامل معها ، وكشف علاقته بما يحيط به ومما لاشك فيه أن التاريخ الفلسفي على شهادة تامة بذلك الصراع الدائم بين عدة من كبار الفلاسفة و العلماء و المفكرين حول مصدرية الحقيقة فهناك من يرجعها إلى العقل و هناك من يقول أن أصل الحقيقة هو المنفعة و العمل المنتج. وإذا ما شهدنا شهادة صدق حول ما قدمه البراغماتيون بمبدئهم الأمريكي تجاه الثروات الفلسفية و العلمية و بلوغها هذا التقدم و السؤال الذي يطرح نفسه ، ما هو مصدر الحقيقة المنفعة أم العقل المفكر؟.
إنه ومما لاشك فيه أن الإنسان منذ بداية ظهوره على وجه الأرض وهو يتساءل عن هذا العالم المجهول باحثا عن الحقيقة بل الحقائق المخفية وراء هذا الكوكب الكبير الذي حير عقول كافة البشر و بالأخص الباحثين و العلماء. فالإنسان في معرفته للحقيقة يعتمد على معيار النفع فأول مقياس يؤسس عليه البراغماتيون قيمة أي منطلق من المنطلقات هو تحقيق منفعة عملية وكل بحث أو فكرة لا تحمل في طياتها مشروعا قابلا لإنتاج آثار عملية نفعية تعتبر خرافة شأنها شأن الكلام الفارغ وفي هذا الصدد نجد "وليم جيمس " و الذي يؤول المنفعة و العمل المنتج في معرفة الحقيقة حيث يقول "إن الفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة " ونفهم من خلال هذا القول حسب "وليام جيمس" أن الهدف من وجود الحقائق و الأفكار هو من أجل غايات عملية ونافعة ونجد أيضا في هذا السياق "جون ديوي" الذي يؤكد على أن الحياة كلها هي توافق بين الفرد و مجتمعه فالحقيقة النسبية تتجلى في التفكير الناجح الذي يستطيع إيجاد حلول مفيدة للمشاكل التي تعترض سبيل الإنسان ومن المعروف أن مبحث الصدق هو أحد المباحث الأساسية للحقيقة و لهذا فإن الفكرة تستمد صدقها بواسطة الأحداث فالصدق هو صدق بالنسبة للواقع الحالي و الواقع غير الثابت فالصدق يتحول ومنه فالحقيقة متغيرة نسبية إذن فالصدق هو وسيلة مهمة لمعرفة الحقائق كما يقول "جيمس " " أسمي الفكرة صادقة حين أبدأ بتحقيقها تحقيقا تجريبيا "ويقول أيضا "إن هذه الآثار التي تنتهي إليها الفكرة هي الدليل على صدقها أو هي مقياس صوابها" إذن هنا يجتمع الصدق والنفع في معرفة الحقيقة أو بعبارة أخرى ليس الصدق صدقا إلا لأنه نافع وليس نافع إلا لأنه وسيلة تستجيب للواقع المشخص للإنسان ونجد من الفلاسفة البراغماتيين "بيرس شارل " الذي يرى أن الحقيقة تكمن فيما فد ينفعنا في المستقبل وفي هذا الصدد يقول "بيرس" "إن تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار علمية لا أكثر" ومعنى هذا الطرح أن المعارف الصحيحة و الحقيقية إنما تقاس بالنتائج التي على طبيعتها في الواقع وإن تحققت لنا نتائج إيجابية كانت صحيحة وإن حققت لنا نتائج سلبية كانت خاطئة و أيضا هناك "وليام جيمس" الذي يقول " إن كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي " و أيضا يقول " الحق ليس التفكير الملائم لغاية " و معنى هذا القول عند "جيمس" هو أن الحق حينما يكون حقا إلا إذا كانت مصلحة ما دون وجود غايات لأنه لو كانت هناك غاية لأصبحت الحقيقة مطلقة أو بمعنى آخر الحقائق كلها تكون مطلقة ومنه فإن الحقائق تكمن في المنفعة و العمل و التفكير المنتج والناجح لكن مقياس المنفعة و تحقيقها مرتبط بالمستقبل وهذا ما يجعل الحقيقة احتمالية و تخضع في كل أحوالها لتقديرات ذاتية كما أن المنافع مطالب و إشباعات من الصعب الإتفاق حولها بالإضافة إلى ذلك فإن المنافع متغيرة و بالتالي الحقيقة متغيرة إذن لا يمكننا اعتبارها المعيار الوحيد للحقيقة .
على عكس ما طرحه الفلاسفة البراغماتيون حول مصدرية الحقيقة وفي أنها تكمن في المنفعة ومعيارها النفع فقط على حد سواء هناك رأي مغاير يرى أن أصل الحقيقة ومعيارها هو الوضوح و البداهة و اليقين ،فلإنسان في معرفة الحقيقة يعتمد على عقل مدبر فهو النور الذي يضيء الحياة وهو إن صح القول الحاكم في الأمور و الحاسم بين متناقضات الحياة، فالله عز وجل أكرمنا بالعقول على سائر الموجودات هذا دلالة على أن العقل هو ميزان حقائق الأشياء فالعقل قوة فطرية لدى جميع الناس ينهلون منها الحقائق و يطمئنون إليها وفي هذا السياق نجد الفيلسوف الفرنسي "رونيه ديكارت" الذي يعتبر القطب الرئيسي للفلسفة الحديثة. وقد فجر العصر الحديث بمقولته المشهورة "أنا أفكر إذن أنا موجود" والذي بين لنا هذا أن الوضوح و البداهة هو أساس الحقيقة و معرفتنا لها حيث يرى أنه لو لا هذا العقل لما استطعنا أن نعرف حقيقتنا وحقيقة الموجودات بيننا فالعقل يتأسس أصلا بالفطرة على مبادئ تعرف بالأوليات أو البديهيات وهي مبادئ يدركها المرء بمجرد تفتحه من غير حاجته إلى التجربة ولا يختلف فيها مع غيره من الناس لأنهم جميعا يملكون هذه المبادئ بالفطرة . مثال ذلك فكرة أن الله هو الخالق وكذلك التفريق بين الخير أو الشر ومبدأ عدم التناقض...الخ وفي هذا المعنى يقول "ديكارت " "العقل هو أحسن الأشياء بين الناس يتساوى بين كل الناس بالفطرة " وكذلك فإن العقل له القدرة على الاستدلال و البرهان وكذلك فإن للعقل القدرة على إدراك الحقائق الكلية الشاملة و الضرورية للإنسان لا يمكن له أن يتقبل الفكرة أو
الحقيقة إلا إذا كانت واضحة وكذلك فمسألة الأخلاق تستمد قواعدها الأولى من العقل كمسألة التفريق بين متناقضات الحياة . وكذلك فالأوليات الرياضية المنطقية تنشأ بالعقل كما يقول "أفلاطون":"لا يطرق بابنا من لايعرف الرياضيات " وكذلك نجد المعتزلة الذين يؤولون العقل في معرفة هذه الحقيقة وذلك في قولهم " المعارف كلها معقولة بالعقل واجبة بنظر العقل " أي أن جميع الحقائق تدرك بواسطة المقدرات العقلية المجردة ونجد كذلك الفيلسوف " باروخ إلسبنوزا" الذي يرى أن الوضوح هو أساس الحقيقة حيث يرى أن النور يكشف عن نفسه وعن الجهل وكذلك فالصدق يكشف عن نفسه وعن معيار الكذب وفي هذا المعنى يقول "سبينوزا" اهل يمكن أن يكون هناك شيء أكثر وضوحا ويقينا من الفكرة الصادقة ،يصلح أن يكون معيارا للحقيقة ؟.
فكما أن النور يكشف عن نفسه وعن الظلمات وكذلك فالصدق هو معيار نفسه ومعيار الكذب " ومنه فمعيار الحقيقة هو الوضوح ذاتي مرتبط بوعي الذات ومقدرتها الإدراكية فما هو واضح قد يكون غامض عند غيره (تفاوت المقدرة على الفهم) وكذلك فالعقل لا يستطيع خلع صفة الصدق على ما يبتدعه من حقائق ومن ثم يعتبر الوضوح مقياسا غير موضوعي لهذه الحقيقة.
إن الجدل بين الموقفين البراغماتي و الاتجاه العقلاني دفع ببعض الفلاسفة والمفكرين و العلماء بإبداء رأيهم و التركيب بين كل المذهبين في معرفة الحقائق . فالحقيقة ليست واحدة فهي نوعان حقيقة مطلقة و حقيقة نسبية فالحقيقة المطلقة الثابتة تتجلى في فكرة الوضوح و البداهة و اليقين عند الفلاسفة العقلانيين ومثال ذلك فكرة الله فهي حقيقة مطلقة تدرك بواسطة عقل مفكر.ومتأمل ،أما الحقيقة النسبية المتغيرة تتجلى في معيار النفع وأنا أرى أن الحقيقة تتجلى في الجانب الفكري و المعيار النفعي (العمل المنتج) معا فكلاهما معيار للحقيقة و المنفعة لن تأتي إلا بواسطة التفكير الناجح وهذا دلالة على الرابطة المتينة بين العقل و العمل المنتج ومنه فالحقيقة تكمن في التفكير والعمل المنتج معا .
حقيقة إنه من باب الموضوعية و الصدق أن الحقيقة المطلقة تكمن في الوضوح و البداهة أما الحقيقة النسبية تكمن في المنفعة و العمل المنتج عند البراغماتيين ومنه فالحقيقة الكلية تكمن في العقل ( القدرات العقلية ) و المنفعة( العمل المنتج) معا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القول إن:" أصل و أساس الحقيقة هو المنفعة " كيف يمكن لك تهذيب هذا الموقف ؟ شعبة علوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  15الأطروحة: "لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الإنسانية " كيف يمكن لك تهذيب هذا القول ؟ .شعبة علوم
» _لأطروحة : " العقل هو أساس المفاهيم الرياضية " كيف يمكن لك إثبات ذلك ؟ شعبة علوم
» _ ما الذي يميز الحقيقة الرياضية عن الحقيقة التجريبية ؟ شعبة علوم
»  07 _الأطروحة "المنفعة هي مقياس المعرفة الحقة"شعبة علوم
»  12_قارن بين الحقيقة المطلقة والحقيقة النسبية ؟شعبة علوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابو الحسن التعليمية :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: